مشكلة جديدة بين الفنانين الذين يمضون وقتاً جميلاً في العمل معاً، ثم في"ساعة سمّاعة"تنقلب آراؤهم ببعضهم بعضاً رأساً على عقب، الملحن سليم سلامة، والمغنية دينا حايك... سنوات من الألحان والأغاني والتعاون الطيب الذي وصل الى حد مشاركة سلامة، أداءً، في أغنية" ليه ح نضيع"، مع دينا، وإذ... تندلع التصريحات اللاذعة المتبادلة، وتقطع الطرق بالكلام الحارق. في تصريح لسليم سلامة، قبل أسابيع قليلة، قال أنه توقف عن تقديم أغان جديدة ل دينا حايك لسبب جوهري هو أنه لم يعد يرتاح في العمل معها، نظراً لاختلاف الآراء بينهما ولإصرارها على تنفيذ الأغاني في شكل لا يرضيه، معتبراً أنه لا يجوز لها أن تتصرف على هواها في التسجيل بعدما يكونان معاً قد اتفقا على صيغة تنفيذية محدّدة.. فردّت دينا في تصريح مقابل أنها تشكر لسليم رأيه الذي تراه مخالفاً للحقيقة، مذكرة بأنهما لم يعملا معاً مرة إلاّ وكانا على توافق تام، مستشهدة بدليل قاطع هو أنه شاركها أداء إحدى الأغاني التي لحَّنها لها. وختمت دينا ردّها بالقول أنه إذا كان سلامة نادماً على تعاونه معها فليتوقف عن تكرار التجربة... من الطبيعي، والحال هذه، إذا أخذنا في الاعتبار، حالات مماثلة بين أي ملحن ونجم غنائي يحدث بينهما سوء تفاهم يصل الى الإعلام... فان الإعلام سيزداد طلباً على تصاريح... وتصاريح مضادة من الطرفين، تحديداً الإعلام الذي يعيش ويستمر على هذه"السكوبات"البائخة، وتالياً فإن ما نشر في وسيلة إعلامية كخبر، وردّ خبر، سيتحول قطعاً إلى مادة أساسية تستدرج دينا حايك وسليم سلامة الى حلبة مصارعة كلامية ستنتهي حقاً، بعد وقت، بالتي هي أحسن... لكن بعد أن يصاب الطرفان بجروح ورضوض وربما بإسالة الدماء المعنوية! ليس هنا، والآن مكان البحث عمّن بدأ المشكلة بين سلامة وحايك. فلكل منهما رأيه الذي يلقي باللائمة على الآخر. البحث ينبغي أن يكون حول جدوى نشر... غسيل بعضهما البعض في الإعلام هذا أولاً. ثم ثانياً البحث عن"الماضي"الطيب الذي تميّزَ بالأغاني الجيدة بينهما، واستذكاره والإضاءة عليه للاستنتاج بأنه كان ماضياً مفيداً للاثنين معاً. فسليم سلامة، في مرحلة سابقة، كانت أغانيه محدودة، وبأصوات محدودة. منها صوت دينا حايك نفسها، حيث استطاع عبرها وعبر غيرها طبعاً تأكيد حضوره كملحن. ولعل بعض تلك الأغاني كان ناجحاً جداً، ما دفع سلامة الى وضع صوته، مع دينا، على إحدى أغانيهما"ليه نضيع"مقدماً نفسه كمغن لا كملحن فقط. كما أوضحت دينا، وهذه ليست مسألة عابرة عندما يقرر ملحن مشاركة مغنِّ، أغنية ما، كونها محاولة منه للإطلالة على عالم فني آخر هو الغناء، ولو من باب موارب! أما دينا حايك، فهي أيضاً، كانت في حاجة ماسّة إلى ملحن، من مستوى سليم سلامة ليأخذ بيدها في بداية الطريق، وقد ارتبط اسمها باسمه في مرحلة معيّنة كانت ناجحة وملأى بالحيوية... إذن، بين دينا حايك وسليم سلامة ماضٍ يمكن وصفه بالجيد، فهل تبدّل المواقف مرتبط بازدياد المغنين حول سليم سلامة ما قد يجعله في غنى عن دينا حايك كحاملة"رسائل"فنِّية من تلحينه، أم أن السبب هو انحسار قدرات دينا الإنتاجية بعد تحوّلها إلى إنتاج أغانيها بنفسها إثر انتهاء"روتانا"من رعاية أغانيها وألبوماتها... أم أن دينا وجدت نفسها في حاجة إلى أن تبني تعاوناً جيداً مع ملحنين آخرين يرسمون لها خطوطاً غنائية مختلفة عمّا اعتادت أن تغني؟ وكائناً ما كان السبب الحقيقي ل"الانفصال"، فان الأعمال الفنية المنتظرة من سلامة ومن حايك، وكل واحد من جهته غير الملزَمة بالآخر، هي الأساس، وأول توجهات دينا كان نحو الملحن سمير صفير وأغنية جديدة بعنوان"آخ يمّي"... فمن سيقول"آخ"قبل الآخر بين سليم ودينا؟