تسع? الادارة الاميركية وتحديداً نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، في استثمار تحسن العلاقات الاميركية - الروسية لإعادة صوغ هذه العلاقات لبلوغ الاهداف الاميركية في المنطقة، في وقت تمر العلاقات الايرانية - الروسية بمرحلة فتور، عل? رغم قدم العلاقة التي تربط البلدين والتي تمتد ال? 400 عام. وخلف تحسن العلاقات الاميركية - الروسية في العامين الاخيرين أثراً سلبياً في العلاقة بين موسكووايران. ولا تواجه طهران تحدياً استراتيجياً مع موسكو. ولكن المصالح بينهما متضاربة في بعض المجالات، على ما هو أمر التنافس في آسيا الوسط? والقوقاز. وفي بعض الظروف السياسية يتعاون البلدان لتحقيق المصالح المشتركة. فركن العلاقة بين روسيا وإيران اقليمي، وركن العلاقة بين روسياوالولاياتالمتحدة هو النظام الدولي. وجليّ ان الولاياتالمتحدة في اللحظة الأحادية هيمنت عل? الاسرة الدولية من طريق الهيمنة الاقليمية. والتقارب الاميركي ? الروسي يخلف أثراً في الامن الاقليمي وملفاته الساخنة، ومنها الملف النووي الايراني في مجلس الامن الدولي. وأثر العلاقة الروسية - الاميركية في المجتمع الدولي أعمق من أثر العلاقة بين روسيا وإيران في العلاقات الدولية. فالعلاقة بين روسياوالولاياتالمتحدة لا تقتصر على موضوع السلاح النووي، بل تتعداه الى مصالح البلدين. ويوحي وزير الخارجية الروسي حين يطالب ايران بتعديل موقفها من ملفها النووي بأن موسكو ترغب في الحفاظ عل? مصالحها بعيداً من مفهوم التبعية للموقف الاميركي. وفي وسعنا الاسترخاء والقول ان الموقف الروسي يتأثر بالموقف الاميركي. ولكن روسيا تسعى وراء مصالحها القومية من طريق فرض ضغوط على ايران. ومحور علاقة روسيابالولاياتالمتحدة مزدوج، وقوامه المنافسة والمواجهة. ويسع? الروس ال? توسل الاوراق المتوافرة كلها لمنافسة الولاياتالمتحدة. ولم يخف المسؤولون الروس هذه الحقيقة يوم اعلنوا أن سياستهم الخارجية تمليها مصالحهم الخاصة، وليس الايديولوجيا. وعندما انحاز الصينيون والروس في بعض الاوقات ال? الملف النووي الايراني، كانوا يراعون مصالحهم الخاصة. وتواجه موسكوواشنطن من طريق اللجوء الى حق النقض. وحريّ بإيران استخدام ورقة علاقاتها مع روسيا في العلاقات الدولية وفق مصالحها الخاصة، على ما تفعل روسيا حين تلعب بالورقة الايرانية. وطهران مدعوة الى البحث عن مصالح مشتركة في علاقاتها الدولية، وعدم التفكير بمصالحها الخاصة فحسب، والاحتذاء بالدول التوسعية التي تستخدم القوة والضغط لبلوغ مصالحها. وعل? خلاف ما يزعم المسؤولون الروس، تسيس موسكو علاقاتها الدولية والاقتصادية على ما حصل في الاتفاق الايراني - الارمني لنقل الغاز. فالدول لا تلتزم ما تقوله، وما تعلن عنه يختلف عما تفعله في اغلب الاوقات. وحين تلاحظ موسكو تدهور علاقات ايرانبالولاياتالمتحدة، تبادر الى استغلال التدهور هذا لتحقيق مكاسب كبيرة. وإذا أيقنت روسيا ان ايران لن تتوانى عن الجلوس ال? طاولة المفاوضات مع الولاياتالمتحدة لبلوغ مآربها، غيرت مواقفها، وعدلت عن تأخير تسليم محطة بوشهر النووية. * محلل، عن"ملت"الايرانية، 14/3/2011، اعداد محمد صالح صدقيان