يدخل الملف النووي الايراني في مرحلة جديدة، إثر اقتراح موسكو استئناف الحوار بين ايران ومجموعة دول 5+1. ويقال ان هذا الاقتراح ليس بعيداً من التطورات الليبية والأزمة السورية التي اثرت في المصالح الروسية في المنطقة. وفي مثل هذه الاوضاع، تسعى روسيا الى معالجة الملف النووي الايراني من اجل انتزاع دور اقليمي اكبر. وتشير المعلومات الي موافقة ايرانية مبدئية مع الاقتراح الروسي في المفاوضات التي اجراها سكرتير مجلس الامن القومي الروسي في طهران، والمفاوضات التي أجراها وزير الخارجية الايراني في موسكو. ولا يبدو أن الدول الغربية، والولايات المتحدة على وجه التحديد، موافقة على هذا الاقتراح. فهي تطالب بتعليق طهران أنشطة التخصيب النووي. وحرّي بالكرملين، اذا كان جاداً في اقتراحه، الحصول على موافقة المجموعة السداسية قبل الدخول في مفاوضات مع الجانب الايراني الذي لم ينس مواقف الجانب الروسي السلبية، وفي مقدمها التلكؤ في تنفيذ محطة بوشهر طوال 17 عاماً ، ومناوأة ايران في مجلس الامن. فالمواقف الروسية متناقضة ومزدوجة من البرنامج النووي الايراني . ويدور الكلام على ان روسيا لا تريد حل الملف النووي الايراني وانبعاث العلاقات الايرانية - الغربية. فهي تنتهج سياستها السابقة التي ترمي الى تثبيت الازمة وترسيخها للحصول علي امتيازات من طرفي النزاع. فعلى سبيل المثال، لم تحدد موسكو الى اليوم موعد افتتاح بوشهر، علي رغم الوعود بافتتاحها بعد شهر رمضان. وتخشى موسكو من فقدان المشاريع الايرانية لصالح الصين التي تواصل التعامل مع طهران في المجالات العسكرية والاقتصادية، علي رغم العقوبات. فبكين ترمي الى ملء الفراغ الذي تركته موسكو. والحق أن الاقتراح الروسي هو امتداد لسياسة العصا والجزرة التي توسلتها الدول الغربية مع ايران. فهو ينص علي منح ايران امتيازات مالية لقاء الاهداف التي تريدها الدول الغربية . وعليه، حري بروسيا إثبات صدقيتها امام الشعب الايراني قبل مناقشة اقتراحها من طريق التزام تعهداتها السابق والعدول عن اهمال انجاز مفاعل بوشهر، والامتناع عن هدر الاموال الايرانية الذي ترتب على التأخير في انجاز الاتفاقات. * عن «ملت» الايرانية، 27/8/2011، إعداد محمد صالح صدقيان.