واصل آلاف المعتصمين في صنعاء امس مطالبتهم بإسقاط النظام غداة مقتل اثنين منهم في هجوم مسلّح شنّه مناصرون للسلطة، في وقت امتدت التظاهرات إلى حضرموت حيث اشتبك آلاف المحتجين مع عناصر من الشرطة، وتوفي متظاهر في عدن متأثراً بجروحه، فيما دعا الرئيس علي عبدالله صالح إلى وقف التظاهرات والاعتصامات. وفي صنعاء، هتف المعتصمون الذين أمضوا ليلتهم الثالثة على التوالي في ساحة أمام جامعة صنعاء"طفح الكيل طفح الكيل، السفاح يقتل بالليل". وبدا هؤلاء اكثر عزماً وتشدداً في اعتصامهم في الساحة التي أطلقوا عليها"ساحة الحرية"على غرار ميدان التحرير في القاهرة الذي احتضن الثورة المصرية. وتعرض المعتصمون ليل الثلثاء - الأربعاء لهجوم مسلح شنه أنصار النظام، ما أدى إلى مقتل اثنين من المتظاهرين فيما ارتفع عدد الجرحى من 11 إلى 23. وأغلقت القوات الأمنية المداخل المؤدية إلى الساحة، فيما تمكنت مجموعة من المعتصمين من طرد مؤيدين لحزب"المؤتمر الشعبي العام"الحاكم كانوا يعتصمون في شارع مجاور. ودفع الهجوم الدامي الحزب الحاكم إلى إلغاء"تظاهرة مليونية"كان ينوي تنظيمها امس في ميدان السبعين بوسط صنعاء حيث مقر الرئاسة، وهي تظاهرة كانت تهدف على ما يبدو إلى الرد على الحركة الاحتجاجية المتصاعدة. وانضم ستة أعضاء في هيئة علماء اليمن إلى المعتصمين. وقال عضو الهيئة علي القاضي"نطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ونطالب بحماية المتظاهرين ومحاسبة المعتدين". واعتبر أن"التظاهرات جائزة ما دامت سلمية"، مضيفاً"نشد على أيديكم أيها المعتصمون". وفي تصريحات نقلتها"وكالة الأنباء اليمنية"، اكد الرئيس اليمني امس"تمسكه بالديموقراطية التعددية كخيار حضاري لا حياد عنه"، مشيراً إلى أن"حرية الرأي والتعبير مكفولة بطرق سلمية بعيداً من أي أعمال شغب أو عنف أو صدامات". ودعا صالح إلى"وقف المسيرات والاعتصامات والحملات الإعلامية والمهاترات المتبادلة، وبما يهيئ المناخات للحوار الوطني"ول"تشكيل حكومة وحدة وطنية للإشراف على سير الانتخابات النيابية ... في مناخات حرة ونزيهة وشفافة وفي ظل رقابة محلية ودولية". وكرر صالح ما كان أعلنه عن عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2013، مشيراً إلى ما أعلنه في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى بأنه"لا تمديد ولا توريث ولا تجديد وأنه ملتزم وبحكم مسؤولياته كرئيس للجهورية بالحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسكينة المواطنين". وأطلق وزير السياحة نبيل الفقيه مبادرة وصفتها أوساط المعارضة بأنها"جريئة"، تضمنت دعوة الرئيس إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة نهاية العام الحالي لا يكون فيها مرشحاً، وتغيير نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني وإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية. وبلغت الاحتجاجات امس حضرموت في جنوب شرقي البلاد حيث خرج آلاف الطلاب في المكلا في اكبر تظاهرة تشهدها المحافظة حتى الآن للمطالبة بإسقاط النظام. ووقعت مواجهات مع الشرطة بالحجارة أصيب خلالها ثلاثة طلاب بجروح احدهم إصابته خطرة، وفق ما أفاد الناطق باسم هيئات المجتمع المدني ناصر باقزقوز. ورفع بعض المتظاهرين في المكلا شعارات انفصالية. كما وقعت مواجهات بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين انفصاليين تجمعوا أمام مركز للشرطة ليل الثلثاء. أما في عدن، فتظاهر الآلاف مساء اول من امس مطالبين بإسقاط النظام ورددوا هتافات"الشعب يريد إسقاط النظام"و"لا عمل لا تدريس، حتى يسقط الرئيس". وواصل الآلاف اعتصامهم المفتوح في حي المنصورة مرددين"لا حوار لا كلام، حتى يسقط النظام". واعلن مصدر طبي وفاة عارف اليافعي الذي أصيب الجمعة في المنصورة متأثراً بجروحه، ليرتفع عدد الضحايا منذ الأربعاء الماضي إلى 13. وأمام سقوط المزيد من القتلى، قدّم 9 نواب ينتمون إلى الحزب الحاكم استقالاتهم احتجاجاً على"أعمال القمع"في حق المتظاهرين، أبرزهم النائب محمد عبدالله القاضي عضو"اللجنة العامة"للحزب الحاكم. وقال النائب عبدو بشر إن"59 نائباً آخرين يدرسون أيضاً التقدم باستقالاتهم". وكان نائبان آخران احدهما من عدنجنوب والآخر من صعدة شمال اعلنا في بداية الأسبوع استقالتيهما"احتجاجاً على الأعمال القمعية التي ينفذها مدنيون مسلحون ضد المحتجين". وأكد أحد المستقيلين النائب عبدالعزيز جباري، أنه وزملاءه سيشكلون كتلة في البرلمان مع عدد من النواب المستقلين. إلى ذلك أعلن حزب"التجمع اليمني للإصلاح"، أكبر أحزاب المعارضة اليمنية، تأجيل موعد عقد مؤتمره العام الخامس الذي كان مقرراً عقده أواخر الشهر الجاري بسبب الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها البلاد. وفي حادث منفصل، أصيب سبعة أشخاص بينهم ثلاثة جنود بجروح في هجوم شنه مسلحون قبليون امس على مقر امني في بلدة لبعوس بمحافظة لحج الجنوبية. واستخدم المهاجمون الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وتبادلوا النيران مع الجنود لمدة ساعتين. وقال مصدر قبلي إن المسلحين اختطفوا قائد الأمن المركزي في المنطقة العقيد محمد علي محمد الفقيه واقتادوه إلى جهة غير معلومة.