تنوي الفنانة المصرية تيسير فهمي الخروج من عباءة الفن الذي صنع شهرتها، لتعمل في السياسة، على رغم ارتباط أعمال كثيرة لها بالسياسة، تناولت فيها قضايا الفساد على أنواعه، كمسلسل"بفعل فاعل"الذي فضح عملية بيع الأراضي لإسرائيل ومافيا رجال أعمال النظام الفاسد، إضافة إلى مسلسل"الهاربة"و"أماكن في القلب"الذي جسدت فيه معاناة المواطن المصري في الخارج. حملت تيسير فهمي، بحماستها الشديدة، أوجاع المواطن المصري وهمومه لتعبّر عن غليان الشارع منذ انطلاقة"ثورة 25 يناير"، فشاركت المتظاهرين في"ميدان التحرير"، التعبير عن مطالبهم في التخلص من القهر والديكتاتورية، وسط حزن وقلق على مستقبل الوطن إزاء الأحداث الساخنة التي يشهدها"الميدان"من حين إلى آخر. وتعرب تيسير عن حزنها الشديد على ما تشهده مصر حالياً من أحداث مؤسفة، مع تصاعد أعمال العنف والبلطجة في المجتمع والتي تتسبب في إراقة دماء المصريين، لكنها ترى أن وجود المتظاهرين في"التحرير"الآن أكبر دليل على وعي الشعب بحقوقه ورغبته الكاملة في التغيير الذي قامت عليه الثورة وراح ضحيتها شهداء، مؤكدة أن تخلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة لن يؤثر في نجاح الثورة وتحقيق أهدافها لأن المجلس العسكري الذي حمى الثورة في البداية هو نفسه الذي يتّهم الثوار الآن"بالبلطجة"، وهذا ما يرفضه الشعب. وتعتبر تيسير أن هناك أيادي خفية، داخلية وخارجية، تعمل على إفشال الثورة النظيفة، مشيرة إلى ضرورة تدارك تلك التحديات وعدم استسلام الشعب، لأن هناك من يسعى إلى خراب هذا البلد بنشر الفوضى وترسيخ الانفلات الأمني والركود الاقتصادي والسياسي. وعن انخراطها في العمل السياسي، تؤكد أنها لم تكن بعيدة من العمل السياسي، فنياً، إذ حرصت على التعبير عن مواقفها السياسية من خلال أعمالها الدرامية. لكن، بعد انطلاقة الثورة، تقول تيسير إن حماستها زادت، مع اتساع مساحة الحرية، فودّت الانخراط في العمل السياسي من خلال قناة شرعية تنتهج مبادئ الثورة، فأسّست حزب"التنمية والعدالة"لأنها شعرت أننا في مرحلة تتطلب حراكاً سياسياً قوياً يحرك المياه الراكدة في المجتمع. وبالنسبة إلى الأهداف التي يقوم عليها حزبها، فهي تراهن على مبادئ الثورة، ولم تنس حلم المواطن في تحقيق الكرامة والاستقلال والارتقاء بمستوى معيشة الفرد، إضافة إلى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية بلا تمييز، إلى جانب النهوض بالتعليم المفترض أن ينتج عناصر وطنية تخدم المجتمع، بعيداً من المصالح، لتضع مصر على مسارها الصحيح بين دول العالم، وهي التي كانت رائدة النهضة، مع التشديد على حرصها على بث مفاهيم الحرية والديموقراطية في شكل يليق بالثورة. وعلى رغم انتشار حالة الفوضى، إثر الأحداث الساخنة في"ميدان التحرير"، تؤكد تيسير فهمي تعاطفها مع إرادة الشباب في استكمال خطوات التغيير. وترفض فهمي تصنيف المجتمع على أساس الانتماءات الفكرية أو السياسية، لأن كل مصري يحب البلد على طريقته الخاصة، لكنها لا تتوقع هيمنة قوة سياسية على المجتمع، لثقتها بوعي المواطن المصري الذي أصبح يدرك حقوقه جيداً. كما ترفض التشكيك في وطنيتها لمجرد ازدواج جنسيتها حاملة للجنسية الأميركية، مؤكدة انتماءها وحبها للوطن، ما يدفعها إلى الانخراط في العمل السياسي للنهوض بالطبقة المتوسطة والبسيطة ومكافحة الفساد.