طوت كوريا الشمالية صفحة عهد قصير نسبياً لزعيمها كيم جونغ ايل الذي تولى السلطة بعد وفاة والده مؤسس الدولة كيم ايل سونغ عام 1994. وخيمت اجواء الحداد الرسمي على البلاد التي عانت ضائقة اقتصادية وعزلة اوصلت مواطنيها الى حافة المجاعة، في ظل عقوبات دولية بسبب برنامجها العسكري النووي. لكن وفاة كيم الابن عن 69 سنة، لم تؤد الى ازمة حكم، اذ يتوقع انتقال سلس للسلطة الى نجله الأصغر كيم جونغ اون، في ضوء خطة أعدت بإحكام وسلسلة تحضيرات تكثفت خلال الأشهر الأخيرة نتيجة تدهور صحة الزعيم الراحل منذ اصابته بجلطة دماغية عام 2008. وأشارت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الى ان كيم الابن توفي السبت من جراء"ازمة قلبية"ألمت به داخل قطاره خلال احدى تنقلاته الميدانية، مشيرة الى ان تشريحاً لجثته حصل الأحد راجع ص 9. ووسط مظاهر حزن عمت البلاد، تقاطر مئات الكوريين الشماليين الى الساحة الرئيسية في بيونغيانغ وأجهشوا بالبكاء امام تمثال مؤسس الدولة في باحة ضريح كومسوسان حيث سيسجى جثمان كيم جونغ ايل الى حين اجراء مراسم التشييع الرسمية في 28 الشهر الجاري. وأعلن ان كيم جونغ اون النجل الأصغر للزعيم المتوفي سيرأس لجنة التشييع، ووصفه الاعلام الكوري الشمالي ب"الخليفة الكبير"لوالده، علماً ان عمره لا يتجاوز الثلاثين سنة. وعلى رغم الحدث الجلل، سعت القيادة الكورية الشمالية الى عرض عضلاتها اذ اجرت تجربتين لصاروخين قصيري المدى قبالة سواحلها الشرقية، ما بدد أي آمال لدى الغرب بتغيير فوري في سلوك النظام الستاليني. ووضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب مع اعلان وفاة الشطر الشمالي. كما عززت مراقبة حدودها الخاضعة لاجراءات امنية مشددة. كما طلبت كوريا الجنوبية من حليفتها الولاياتالمتحدة التي تنشر 28500 جندي على اراضيها زيادة المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية والطائرات، لرصد تحركات محتملة من الشمال، خصوصاً ان الكوريتين لا تزالان تقنياً في حال حرب منذ الهدنة بينهما في ختام الحرب الكورية 1950-1953. وسارعت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، الى ابداء تأييدها للقيادة الجديدة في بيونغيانغ، فيما قدم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تعازيه الى كيم جونغ اون. وعلقت الولاياتالمتحدة بحذر على وفاة الزعيم الكوري الشمالي، مشددة على"استقرار"المنطقة، من دون ان تتناول في الجوهر مسألة اختفاء واحد من ألد اعدائها. وأكد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان واشنطن"تراقب عن كثب"وهي على"اتصال وثيق"بحلفائها في كوريا الجنوبية واليابان"التي بادرت بشكل غير متوقع الى التعزية بالزعيم الكوري الشمالي. وشددت باريس ولندن وبرلين في بيانات بعد الوفاة، على ضرورة التغيير في سلوك كوريا الشمالية.