أعلنت إيران أمس، أنها تعدّ رداً"تفصيلياً"على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي اتهمها بتنفيذ اختبارات لصنع سلاح نووي. كما كشفت أن انفجاراً هزّ قاعدة ل"الحرس الثوري"السبت الماضي، حدث أثناء تنفيذ بحوث صاروخية. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن تقرير المدير العام للوكالة يوكيا أمانو"كان غير مدروس وغير عادل، وأتى بعد ضغوط غربية، ما يضر بمصداقية الوكالة"، مضيفاً:"قررنا إرسال رد تفصيلي على التقرير، سيوزع على جميع الدول والمؤسسات الدولية المعنية". ولفت إلى أن الرسالة ستحمل توقيع رئيس"المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية"فريدون عباسي دواني، معلناً أن إيران"تجري اتصالات بالوكالة، للحؤول دون تدهور الوضع". وأشار إلى أن رد طهران"سيكون ذكياً وواعياً وغير متسرع"، مضيفاً:"الغرب يرغب بأن يكون رد الفعل الإيراني متسرعاً، ويتوقع مثلاً أن تعلن إيران انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن ليعلموا أن خطواتنا لن تكون متسرّعة". وزاد:"بلغنا مرحلة النضج، بحيث لا نتصرف في شكل منفعل ومتسرّع، بل نسير إلى الأمام في إطار توصيات مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي التي ترتكز على ثلاثة مبادئ: الكرامة والحكمة والمصلحة". محمد جواد لاريجاني أتى ذلك بعدما وصف محمد جواد لاريجاني، رئيس"المجلس الأعلى لحقوق الإنسان"في إيران ومستشار خامنئي، تقرير الوكالة بأنه"عار على مهنيتها". وسُئل لاريجاني عن احتمال شنّ إسرائيل هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فأجاب أن ذلك سيكون"حماقة كبرى"، قائلاً:"المسؤولون لا يأخذون أي تهديد لإيران باستخفاف. إننا جاهزون تماماً لمواجهة أي تحد". لكنه استبعد"أي عمل عسكري وشيك"ضد بلاده، محذراً من أن رد طهران"سيكون قاسياً ومدمراً". واتهم إسرائيل والولايات المتحدة باغتيال علماء نوويين إيرانيين، لكنه أضاف مستدركاً:"اقتلوا عالمَين، وسيتسلم المئات غيرهم الشعلة. أضربوا موقعاً وسيُبنى غيره. إننا فخورون جداً بامتلاك هذه التكنولوجيا وهذه العلوم النووية، وبأننا الأوائل في المنطقة. لا أحد يمكنه تجريد إيران من قدراتها". واعتبر لاريجاني أن إيران هي"الدولة الأقوى في المنطقة، وما من بلد يساند بلدان المنطقة مثلها. لذلك على هذه البلدان أن تشعر بالأمان إزاء قوة إيران، بدل الخوف منها، إذ أن قوتها لمساندة أمن المنطقة". وتطرّق لاريجاني، وهو شقيق رئيس مجلس الشورى البرلمان علي لاريجاني ورئيس القضاء صادق لاريجاني، إلى حديث خامنئي عن احتمال إلغاء انتخاب الرئيس من الشعب، واختياره في البرلمان. وقال إن الفكرة"ما زالت قيد البحث، وتحتاج درساً"، مضيفاً:"أعتقد أن ذلك لن يحدث في السنوات الخمس أو الست المقبلة. سيكون لدينا رئيس مقبل بالتأكيد". الانفجار في قاعدة ل"الحرس" على صعيد آخر، نفى رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي أي دور لإسرائيل والولايات المتحدة في انفجار ضخم في قاعدة ل"الحرس الثوري"السبت الماضي، أسفر عن مقتل 17 عسكرياً بينهم الجنرال حسن تهراني مقدم الذي اعتبرته طهران"مهندس"برنامجها الصاروخي. وقال:"الانفجار لا صلة له بإسرائيل وأميركا، لكن المنتجات المتأتية من هذه البحوث ستوجه صفعة قوية إلى الاستكبار والكيان الغاصب، والانفجار لن يؤدي سوى إلى تأخير إنتاجها أسبوعين فقط". وكان"الحرس الثوري"عزا الانفجار إلى نقل ذخيرة في القاعدة. أما علي لاريجاني فنفى أنباء ربطت بين الانفجار وتجارب على صواريخ نووية، قائلاً:"كل ما يقوله الأعداء في شأن الحادث، هو خيال وغير مهم".