أثار الزميل طلال آل الشيخ قضية مثيرة عبر برنامج"الجولة"في قناة"سبورت لاين" ألا وهي قضية التجنيس في الملاعب السعودية، ولو كنا نتحدث عن بلد آخر غير السعودية، لكان الأمر أقل وطأ وتأثيراً. لكننا نتحدث عن الملاعب السعودية. بصرف النظر عن وجهة نظر آل الشيخ، فالتجنيس في منطقة الخليج العربي قضية عمرها تجاوز 40 عاماً على الأقل في مجالات الحياة كافة، وهو أمر طبيعي جداً خصوصاً وأننا نتحدث عن منطقة خصبة لاستقبال المبدعين والمجتهدين. التجنيس... قضية اجتماعية في المقام الأول قبل أن يكون قضية مجال معين، فالتجنيس له أبعاد كثيرة على المجتمع نفسه، وأحياناً يكون إيجابياً وأحياناً أخرى يكون سلبياً، وفي كلتا الحالتين التأثير يكون على"حالة التجنيس"نفسها وعلى البيئة التي يعيش فيها. لكن قضية التجنيس أصبحت تثار في مجال الرياضة بشكل خاص، ولعل العقد الأول من القرن الحالي أشبع فيها الحديث عن التجنيس هنا وهناك في منطقة الخليج، وأصبح لدينا أمثال حية متواجدة يتم اعتبارها"مقياس"لكل حالة تجنيس جديدة. لو وضعنا معايير ثابتة للتجنيس"الرياضي"كما تضع بعض الحكومات شروطاً ومعايير لاكتساب الجنسية، فإنه على الأقل يجب أن يكون الشخص المجنس قريباً من البيئة التي يعيش فيها. حتى المنتمون لهذه البيئة لديهم شروط معينة لاستيعاب"مجنس"في مجتمعهم. الديانة والعادات والتقاليد واللغة أبرز تلك المعايير، على الأقل في مجتمعنا الخليجي، فإذا تحدثنا عن تجنيس لاعب عربي، فهو قريب من بيئة منطقة الخليج، لكن تجنيس لاعب أجنبي لا علاقة له بالمجتمع، أعتقد بأن تأثيره سيكون سلبياً على اللاعب نفسه والبيئة التي يعيش فيها. لقد وجد أكثر من لاعب"فلتة"في ملاعبنا الخليجية، وهناك من طالب بتجنيسه للفائدة التي ستعم على المنتخب، مع هذا فهناك جانب سلبي لا يراه المؤيدون، فنحن نتحدث عن مهنة لن تدوم أكثر من 15 عاماً... ماذا بعدها؟ هل سيبقى ماركوس أو مامادو في بلدنا؟ هل تكفي 15 عاماً لانصهارهما في مجتمعنا؟ ماذا عن الأبناء؟ ماذا عن العادات والتقاليد؟ قبل 3 أعوام، أجريت مقابلة مع البرازيلي الكساندر اوليفيرا، الذي يلعب للوصل منذ 2005 وحتى الآن، ويمتاز بغيرته على الفريق أكثر من العديد من اللاعبين المحليين وأبناء النادي نفسه. يومها سألته عن حكاية التجنيس التي أثيرت آنذاك، ورحب بالجنسية الإماراتية وتحدث بصراحة: سأغير اسمي وربما ديانتي… لأصبح إماراتياً! [email protected]