سيستمر الجدل حول غياب الجماهير عن مدرجات الملاعب الإماراتية الى أمد بعيد، ولن يصل مسؤولوها الى الحقيقة ما دام انهم يعتقدون بأن لعبة كرة القدم 100 في المئة احتراف ولا مجال للمتعة والترفيه. ما دعاني للحديث عن هذه النقطة، هو التقرير السنوي حول الحضور الجماهيري للدوري الياباني 2009، فقد اظهر التقرير بأن أكثر من 5,8 مليون متفرج حضروا مباريات الدوري والبالغة 306 مباريات. التقرير أشار إلى ان اليابانيين كانوا يطمحون تجاوز 6 ملايين هذا العام، الا ان الرقم الذي حققوه كان الافضل في السنوات 9 الماضية على اقل تقدير. من خلال بحثي في هذا الشأن، وجدت بأن لعبة كرة القدم – اللعبة الشعبية الثانية في اليابان من بعد لعبة البيسبول – استطاعت الدخول في سباق جذب الجماهير عن طريق ادخال مجال الترفيه والمتعة للحضور. لم يتحدثوا عن القومية او يضعوا أغاني حماسية وطنية، ولم يصرح مسؤول ياباني بأن حضور الجماهير واجب وطني، لم يخرج لاعب ليقول بأن الجماهير سبب انخفاض المستوى الفني، حتى الجماهير نفسها لم تربط حضورها للملاعب بنتائج الفرق! الحقيقة أن كرة القدم لاتزال وستكون مصدر متعة وترفيه في العالم، ولن يتغير هذا المفهوم في مجتمعاتنا مهما حاول البعض ادخال مصطلحات المادة والمعنوية، فهي لعبة وليس حاجة أساسية كما يحاولون جعلها. هذه حقيقة لن تتغير، بل يجب علينا ان نغير مخططاتنا وطرقنا، لنجعل المباريات مجال متعة وترفيه، وهذا لن يحدث الا بعمل دراسات وبحوث حول الاسباب والاعراض والحلول والتوقعات في التغيير وماذا يريد الناس وما هو الذي لا يعجبهم. هذا للاسف ما نفتقر اليه، بل نستهزأ به ولا نقيم له وزناً. شخصياً بدأت عمل دراسة عن الحضور الجماهيري لدوري المحترفين الإماراتي لهذا الموسم، ومع هذا اجد صعوبة في ايجاد المعلومات، فمعظم الجهات تتعامل باستهزاء مع دراستي الجدية، باستثناء أندية العين والجزيرة والظفرة. أضرب لكم مثلاً عن المتعة والترفيه، في الاسبوع الماضي كان هناك مهرجان تراثي في مدينة زايد في المنطقة الغربية - تبعد حوالى 200 كليومتر من العاصمة أبوظبي - كانت فيه انشطة تراثية متعددة على مدى أربعة أيام، وعلى رغم التطور والحداثة التي نعيشها، الا ان الحضور الجماهيري تعدى حضور مباريات الدوري الإماراتي! تسأل عن السبب؟ هو المتعة والترفيه يا عزيزي، هو احساس الحاضرين بأنهم جزء مهم من هذه الفعاليات. أخيراً، استمتع جمهور غفير بنجوم التنس في أبوظبي، وقبلها حضرت في حلبة ياس، هناك فعاليات عدة تحضرها الجماهير من دون أن تشجع فريقاً أو لاعباً، من دون ان تدفعها الوطنية والاغاني! لماذا لا نستغل مثل هذه البطولات لمعرفة اسباب العزوف الجماهيري عن اللعبة الشعبية الأولى في الإمارات؟ هذا إذا ما زلت اللعبة الاولى حتى الآن. [email protected]