قضايا كثيرة في وسطنا الخليجي نحتاج فيها للمصارحة.. دون رفع الصوت والمزايدة على سيادة كل دولة.. فهذه اللغة ولت من غير رجعة.. والموضوعية في الطرح.. أصبحت سيدة الموقف.. لأن المنطق والعقل يفرضان علينا تناول همومنا الرياضية بدون مزايدة أو رفع العقيرة.. والدخول في متاهات لا طائل منها..!! من هذه القضايا .. ملف التجنيس الذي يعد جدلا قائما خليجيا بين الفنية والأخرى وعربيا بصورة أقل وعالميا متاح ومباح بدليل أن أغلب الميداليات التي تحققها الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأولمبياد تأتي من أبطال ينتمون لأصول افريقية أو أوروبية..!! والحال في كرة القدم لدول أوروبا فبعد أن كانت فرنسا تتألق بنجوم من أصول افريقية منذ زمن طويل دخلت انجلترا وألمانيا على الخط في الآونة الأخيرة. وتبقى تجربة تونس بتجنيس البرازيلي سانتوس ومواطنه كلايتون قفزة لم تعتدْها دول العالم العربي في منح الجنسيات.. وإذا اتجهنا لأمريكا او أوروبا فإننا سنكتشف أن هناك ضوابط لإعطاء الجنسية للمتميز كولادته ودراسته وما إلى ذلك.. يا ليت تبقى أولمبية الخليج لأهل الخليج .. ويكون دور المجنسين في المناسبات الآسيوية والدولية فقط ..!! وخير مثال على صرامة الأوروبيين في هذا الملف قضية لاعب ساحل العاج (كالو) الذي لعب عدة سنوات في الدوري الهولندي وطلبه مدرب منتخب هولندا فان باستن للانضمام لمنتخب هولندا قبل نهائيات كأس العالم 2002م إلا أن إدارة الهجرة والجوازات في هولندا رفضت إعطاء اللاعب الجنسية لعدم استكماله سنوات تواجده في بلادهم، وحتى الاستثناء رفضته إدارة الهجرة الهولندية آنذاك ..!! تلك الحادثة تعطينا انطباعا كاملا أن منح الجنسية في أوروبا خاضع لشروط وقوانين، وليس كما يحصل حاليا في الدول العربية والخليجية، حيث أخذ هذا المفهوم بالخطأ وأصبح التجنيس في بعض الدول الخليجية (سرداح) لكل من هب ودب، وإذا كان التجنيس سابقا في الألعاب الفردية حيث كانت وجهة النظر آنذاك التواجد في المحافل العالمية بنفس الأسلوب الذي تتخذه الدول الكبرى في تجنيس اللاعبين والعدائين من أجل الحصاد الذهبي والفضي والبرونزي فإن الدول الخليجية وخلال الموسمين الماضيين تخطت هذه النظرية وأصبح التجنيس لديها أمرا واقعا في منتخبات كرة القدم. وأنا هنا لست (ضد أو مع) فلكل دولة خصوصيتها وسيادتها وبالطبع قرار التجنيس قرار سيادي، ولكنني أقترح أن تكون دورات الخليج لكرة القدم أو أي بطولة خليجية سواء في الألعاب الجماعية أو الفردية لأبناء الخليج فقط .. ويستفاد من المجنسين لأي دولة في البطولات القارية التي عادة ما تكون جسرا للعالمية أو الوصول إلى المشاركات الدولية والأولمبية ..!! أما لماذا لا يشارك (المجنسون) في البطولات المنطوية تحت شعار دول مجلس التعاون فإن الإجابة ستكون على شقين..!! الشق الأول أن دورات الخليج أو بطولاته في جميع الألعاب هي بطولات إقليمية لا تؤدي نتائجها إلى تأهل قاري أو دولي أو عالمي، فهي بطولات تنتهي بانتهاء مسابقاتها ومنافساتها ولإقامتها أهداف كثيرة من قادة دول المجلس لعل أبرزها هو تأكيد اللحمة بين شباب وأبناء الخليج بغض النظر عن التنافس الرياضي. أما الشق الثاني فمن المعيب جدا أن يكون التجمع الخليجي الذي اشتهر بالغترة والشماغ والعقال والزي العماني المميز يوجد بين صفوفه من لا يجيد التحدث باللغة العربية، ومن لا يجيد لبس الزي الخليجي المعروف ..!! تمنيت أن تكون دورة الألعاب الخليجية الأولى التي تقام حاليا في مملكة البحرين .. لأهل الخليج .. دون مشاركة المجنسين .. لأنها في الأساس دورة لاكتشاف مواهب أهل الخليج .. والتهيئة للبطولات القارية الكبيرة .. لكنني وجدت أن التجنيس يزداد وبشراهة .. حتى لا نكاد نميز بين هذه الدورة .. والدورات الإفريقية ..!! يا ليت تبقى أولمبية الخليج لأهل الخليج .. ويكون دور المجنسين في المناسبات الآسيوية والدولية فقط..!!