عاد إلى بورت أو برانس الرئيس الهايتي السابق جان كلود دوفالييه الذي طرد من الحكم تحت ضغط ثورة شعبية عام 1986، بعد 25 عاماً قضاها في المنفى وفي وقت تشهد البلاد أزمة سياسية خطيرة. وفوجئ الجميع بوصول جان كلود دوفالييه الديكتاتور الذي خلف والده فرنسوا دوفالييه في الرئاسة عام 1971 إلى مطار بورت او برانس الأحد، على متن رحلة لشركة"ار فرانس". وقال دوفالييه للصحافيين فيما كان مع رفيقته يتم الإجراءات الإدارية في المطار:"جئت لمساعدة"الشعب الهايتي. وعلق رئيس الوزراء جان ماكس بيلريف على ذلك بالقول إن"دوفالييه مواطن هايتي يعود إلى البلد وهذا حقه"، مضيفاً"آمل فقط بألا يعقد ذلك وضعاً سياسياً متوتراً أساساً". وروت فيرونيك روا رفيقة الديكتاتور السابق انه قبل ارض هايتي لدى نزوله من الطائرة وقال:"هايتي بلادي، بلاد ديسالين"، في إشارة إلى بطل استقلال هايتي جان جاك ديسالين. وقالت فيرونيك روا إن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 12 كانون الثاني يناير 2010 موقعاً 250 ألف قتيل هو الذي دفع دوفالييه إلى العودة للبلاد. وأضافت بعيد إحياء هايتي الذكرى الأولى للكارثة:"كان هذا نقطة التحول، رأينا المشاهد على التلفزيون". وهرع مئات من أنصار دوفالييه إلى المطار وسط أجواء احتفالية للتعبير عن فرحتهم بعودته. وقال احدهم وهو شاب في ال25 من عمره:"دوفالييه عاد، سيكون لنا الآن بلد حقيقي، إننا مسرورون بوجوده هنا ليعيد إلى البلاد صورتها الماضية". وهتف شاب آخر:"يجب محاكمته، لقد ارتكب جرائم ونهب أموال الشعب. يحيا اريستيد"، مبدياً تأييده للرئيس السابق جان برتران اريستيد الذي اقصي وغادر إلى المنفى بدوره عام 2004. وعاد الديكتاتور السابق البالغ من العمر 59 سنة من منفاه الفرنسي حيث أقام نحو 25 سنة، في وقت تشهد البلاد أزمة سياسية خطيرة، وفي اليوم الذي كان محدداً للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية قبل إرجائها في اللحظة الأخيرة لعدم صدور النتائج الرسمية للدورة الأولى. وكان دوفالييه اصغر الرؤساء سناً في العالم حين تولى الرئاسة في التاسعة عشرة من العمر، ولطالما ردد في منفاه انه يود العودة"يوماً"إلى هايتي. وفي 2007 وجه رسالة عبر الإذاعات الهايتية، طالباً"الغفران من الشعب الهايتي للأخطاء التي ارتكبت في عهده". وكان الرئيس رينيه بريفال رد عندها مشككاً في صدق رسالة دوفالييه، انه إن كان هناك"غفران"، فهناك أيضاً"عدالة". واتهم الديكتاتور السابق باختلاس أموال أثناء توليه الرئاسة. وتقدر سلطات هايتي المبالغ التي اختلسها تحت عنوان نشاطات اجتماعية بأكثر من مئة مليون دولار حتى سقوطه عام 1986. ووافقت فرنسا عام 1986 على استقبال جان كلود دوفالييه بشكل موقت في وقت كان يواجه منذ نهاية تشرين الثاني نوفمبر 1985 تظاهرات معارضة للحكومة أوقعت عشرات القتلى. وأرغم الأميركيون دوفالييه على التنحي مثلما فعلوا لاحقاً مع جان برتران اريستيد عام 2004. ولجأ الدكتاتور السابق إلى الكوت دازور جنوبفرنسا حيث أقام في منازل فخمة.