لا شك في أن الدماغ هو موطن الذكاء، والأخير يعتبر حجر الأساس في التعلم والفهم والنجاح وتحقيق الأهداف الشخصية. صحيح أن سكر الغلوكوز يعتبر الوقود الرئيس للمخ كي يستمر في العمل. وصحيح أيضاً أن الأحماض الأمينية المشتقة من البروتينات تشكل اللبنات الرئيسة من أجل بناء الرسائل العصبية والكلمات، كما أن الأحماض الدهنية الأساسية تعد ركناً من أركان جدران الخلايا العصبية، ولكن يجب ألا ننسى أهمية الفيتامينات والمعادن بالنسبة الى الدماغ. إن العلاقة بين الفيتامينات والمعادن من جهة والذكاء من جهة أخرى بدأت تتضح يوماً بعد يوم، وقد أكدت دراسة أجريت في 80 دولة نامية ونشرتها منظمة يونيسيف في نيويورك، أن ثلث سكان العالم لا يصلون إلى ذروة ذكائهم وعطائهم بسبب نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم. إن الدماغ يحتاج الى كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن، لضمان تحقيق العمليات الاستقلابية ونقل الرسائل العصبية بسهولة وسلاسة عبر الخلايا الدماغية، الأمر الذي يساهم في تحسين القدرات العقلية، خصوصاً الفهم والانتباه والذاكرة. إن أحد الأدوار الجوهرية للفيتامينات والمعادن في الخلايا العصبية في المخ هو المساعدة على تحويل سكر الغلوكوز إلى طاقة، والأحماض الأمينية إلى نواقل عصبية، والأحماض الدهنية الأساسية إلى دهون مركبة، لذا حري بنا أن نوفر للمخ ما يحتاجه من الفيتامينات والمعادن، لأن النقص في واحد أو أكثر منها يؤثر سلباً في القدرات العقلية، خصوصاً الذكاء. ومن أهم الفيتامينات الضرورية للدماغ: ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، سي، ي. أما أهم المعادن، فهي: الحديد، الماغنيزيوم، الصوديوم، الكلس، الزنك، اليود، البورون. ولضمان حاجة المخ من المعادن والفيتامينات ينصح بالآتي: - تناول الأغذية الطازجة، خصوصاً الخضار والفواكه والحبوب الكاملة. - تفادي الأغذية المخزنة والمكررة الفقيرة بالمعادن والفيتامينات. - تنويع الأغذية لأنه يشكل الضمانة الأكيدة للحصول على مختلف المعادن والفيتامينات. - معالجة الأمراض التي تسبب هروب المعادن والفيتامينات من الجسم، خصوصاً الإسهالات والأمراض الطفيلية. - تناول المعادن والفيتامينات على شكل أقراص للفئات الآتية المعرضة أكثر من غيرها لنقص بعض المعادن والفيتامينات: الحوامل، أصحاب الحمية القاسية، النباتيون وكبار السن. لقرون خلت، كان الإعتقاد السائد بين العامة هو أن الذكاء له علاقة بحجم المخ، والغريب في الأمر أن العلماء كانوا يشاطرون العامة هذه الفكرة. لكن الأبحاث الحديثة بينت أن ذكاء المرء يعتمد على توافر ميزات أخرى ليس من بينها ضخامة المخ، ومن بين هذه الميزات تلافيف سطح المخ والتغذية السليمة.