تميّز إحياء الذكرى ال65 لقصف الولاياتالمتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة ذرية، بحضور ممثل أميركي للمرة الاولى، وسط دعوات الى تدمير الاسلحة النووية. وقُتل 140 الف شخص في 6 آب اغسطس 1945 بعدما قصفت طائرة"بي-29"اميركية أُطلق عليها اسم"إينولا غاي"، هيروشيما بقنبلة تزن 4 اطنان وأطلق عليها الجنود الاميركيون اسم"ليتل بوي"الفتى الصغير. وفي 9 آب، قُتل حوالى 80 الفاً بقنبلة ذرية اخرى استهدفت ناغازاكي. واستسلمت اليابان في 15 آب، منهية بذلك الحرب العالمية الثانية. وبعد 65 سنة على الكارثة، لا يشعر تيودور فان كيرك الذي كان في"إينولا غاي"لحظة إلقائها القنبلة على هيروشيما، بأي ندم مما حصل. وقال لصحيفة"إلموندو"الاسبانية انه"مستعد للقيام بذلك مجدداً، اذا توافرت الظروف ذاتها". ويُعرب فان كيرك 89 سنة وهو الوحيد الباقي على قيد الحياة من طاقم الطائرة الذي ضم 3 اشخاص، عن"فخره"بتواجده في"إينولا غاي"، مذكّراً بأن"لا حروب من دون قتل أشخاص". ووقف الجميع دقيقة صمت، ودق جرس السلام، في الساعة الثامنة والربع صباحاً، في اللحظة التي انفجرت فيها القنبلة فوق هيروشيما. وقبل إطلاق ألف حمامة رمزاً للسلام، ألقى رئيس بلدية هيروشيما تداتوشي اكيبا خطاباً امام 55 الف مشارك في إحياء الذكرى، قائلاً:"نحيي ذكرى ذاك السادس من آب، ويحذونا عزم قوي على ألا يتعرض احد في المستقبل الى مثل هذه الفظاعات". وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ان"على الجنس البشري عدم تكرار الهول والمعاناة اللذين تسببت بهما الاسلحة النووية"، مضيفاً ان"اليابان كونها الدولة الوحيدة التي كانت ضحية قصف نووي زمن الحرب، تتحمل مسؤولية اخلاقية ان تكون في طليعة المعركة من اجل بناء عالم خالٍ من الاسلحة النووية". لكن ناوتو كان أكد حاجة بلاده للبقاء تحت"المظلة النووية"الاميركية، معتبراً أن"الردع النووي لا يزال ضرورياً لبلدنا، اذ ثمة عوامل غير واضحة وغير مؤكدة". ومثّل الولاياتالمتحدة سفيرها في طوكيو جون روس الذي وضع إكليلاً من الورد في ذكرى"جميع ضحايا الحرب العالمية الثانية". وقال في بيان:"من اجل الاجيال المقبلة، علينا مواصلة العمل سوياً للوصول الى عالم خالٍ من الاسلحة النووية". لكنه لم يدل بأي تصريح خلال المراسم. واعتُبرت مشاركة روس تجسيداً لدعم الرئيس الاميركي باراك اوباما نزع الاسلحة النووية. ويأمل يابانيون في ان يزور اوباما هيروشيما، خلال زيارته المقررة للبلاد في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال ناوتو كان ان"زيارته اوباما لهيروشيما وناغازاكي ستكون مهمة جداً اذا تحققت". وللمرة الاولى ايضاً، شارك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في المراسم بهيروشيما، قائلاً:"الحياة قصيرة، لكن الذاكرة طويلة. بالنسبة الى عدد كبير منكم، يبقى هذا اليوم حياً مثل الوميض الابيض الذي اضاء السماء، وقاتماً مثل المطر الاسود الذي تلاه. طالما ان الاسلحة الذرية لا تزال موجودة، سنعيش في الظل النووي". وحضر ممثلو 74 بلداً، بينها فرنسا وبريطانيا للمرة الاولى، في غياب الصين التي لم تبرّر عدم مشاركتها. وعلى رغم مشاركة الولاياتالمتحدة في إحياء الذكرى، لكنها لا تزال ترفض الاعتذار عن قصف هيروشيما وناغازاكي. وقال الطالب الياباني كاتسوكي فوجي 20 سنة:"لا اعلم هل سأرحب بأوباما هنا. اعتقد اننا لا نتشارك الفكرة ذاتها حول السلام، اذ يبدو انه يعتقد ان بعض الحروب جيدة، وأخرى سيئة. اعتقد انها سيئة كلها".