تُظهر مصارف إقليمية رغبة متزايدة في فتح فروع في السوق المصرفية العراقية سواء في كردستان أو بغداد أو المحافظات الأخرى. وتزور وفود مصرفية من دول الجوار العراق للبحث مع مصارف عراقية في إمكان التعاون والشراكة والاستفادة من الفرص، على رغم التحديات التي يواجهها الاقتصاد، وقطاع الاستثمار بخاصة، لا سيما في الجانب الأمني. وكان المصرفان اللبنانيان"بيبلوس"و"انتركونتيننتال"سباقين في افتتاح فرعين لهما في اربيل قبل عامين، ويسعيان حالياً الى فتح فرعين لهما في بغداد، كما ينجز"بنك بيروت والبلاد العربية"اللبناني متطلبات فتح فرع له في اربيل، بعد أن كان افتتح فرعاً في مركز محافظة النجف. ودرس"البنك اللبناني - الفرنسي"فكرة فتح فرع إقليمي في بغداد، وزار وفد منه المدينة لدراسة السوق المصرفية العراقية عن كثب. ويستعد"المصرف الزراعي التركي"، الذي يملك فرعاً إقليمياً في بغداد، لفتح فروع أخرى في اربيل والموصل والبصرة دفعة واحدة، وتوجهت ثلاثة مصارف تركية أخرى لفتح فروع لها في كردستان. وتزايد الحضور المصرفي التركي في العراق تماشياً مع تزايد نشاط الشركات التركية فيه، والمعارض التركية في بغداد واربيل والبصرة. ويذكر أن وزير التجارة الخارجية التركي مظفر جاغليان زار كردستان في حزيران يونيو الماضي على رأس وفد ضم 300 شركة تركية. وأعرب عن أمله في أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وكردستان سنوياً، من 6 بلايين دولار حالياً الى 20 بليوناً. ولوحظ تزايد زيارات وفود مصرفية إيرانية الى بغداد وكردستان، بهدف فتح فروع جديدة لمصارف إيرانية فيهما، بعد خطوة"بنك ملّي إيران"في فتح فروع عدة في العراق، تعبيراً عن توجه إيران نحو فتح منافذ تساعدها على تمرير صفقات تجارية، في ظل العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها. الى ذلك، وافق المركزي العراقي على إنشاء"مصرف اربيل الدولي"و"البنك الإقليمي الدولي"في السليمانية شمال العراق برأس مال 250 بليون دينار عراقي 215 مليون دولار لكل منها. واعتبر رئيس"رابطة المصارف العراقية الخاصة"فؤاد الحسني تزايد حضور المصارف العربية في السوق العراقية"ظاهرة إيجابية لا بد من أن تنعكس نتائجها على أداء القطاع المحلي، عبر الاستفادة من الخبرة العربية التي يحتاجها المصرفيون العراقيون"، متوقعاً أن يتضاعف الحضور المصرفي العربي في العراق خلال الفترة المقبلة، إذا توافرت ظروف أمنية أفضل. وكان المركزي العراقي وافق على فتح 3 فروع لمصارف أوروبية، في خطوة عدّت استكمالاً لتواجد المصارف العربية في البلاد.