استضافت مبادرة «كلنا نقرأ» ضمن مهرجان «تاء الشباب» الثقافي الشبابي في دورته الثالثة في البحرين، الكاتبَ الفلسطيني ربعي المدهون لمناقشته في روايته «السيدة من تل أبيب»، التي كانت أدرجت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية–2010. دارت النقاشات بحضور وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي خليفة والسفير الفلسطيني طه محمد عبدالقادر. قال المدهون إن محتوى الرواية عبارة عن سيرة ذاتية لبطل الرواية وليد دهمان، وهي لم تكن لتصبح في يوم رواية سياسية، إنها تشبه الواقع الذي يعيشه الفلسطيني يومياً. وأشار الى انه حاول أن يخلق صورة للمغترب الفلسطيني، ظناً منه أن من النادر أن يرجع أي مغترب الى موطنه بعد غياب يزيد على الأربعين سنة، وأراد بذلك حل لغز هذه العودة والسر الغامض وراء الرجوع إلى الوطن. راهن الكاتب على المصادفات والأحداث والوقائع، حتى بدأ في بناء الرواية وذكر الموقف الذي جعله يكتبها، وتمثَّل في بكاء امرأة اسرائيلية في الطائرة إثر عودته الى غزة، وبعد شهور اكتشف انها على علاقة مع أحد أبناء رؤساء إحدى الدول العربية، واستغل ذلك الموقف في الكتابة، وأوضح الأسلوب الدائري الذي انتهجه في كتابة الرواية، مشيراً إلى أن بداية الرواية هي آخر مقطع كتبه فيها، واصفاً هذا الأسلوب بأنه لعبة خطيرة ومختلفة في طرح السلبيات وكسر الحواجز. خلال النقاش، أكد الروائي أنه يستحيل فصل المتخيَّل عن الحقيقة، فما تتم قراءتُه متخيَّلاً لن يكون دقيقاً، مشيراً إلى أنه واجه هذا النقد مرات، والسبب يرجع إلى تقنيته المستخدمة في الكتابة. وأكد أن ما يحصل في فلسطين وما تنشرة القنوات الفضائية والجرائد من أخبار يبتعد عن معاناة الواقع الفعلي في فلسطين. وسأل أحد الحاضرين عن سبب إنكار الكاتب أممية القضية الفلسطينية وعن تطبيع الكاتب في الرواية، فإجاب المدهون: «إن الكتاب رواية وليس منشوراً سياسياً، إنه عمل فني، فلا بد إذاً من أن تكون محاكمته فنية لا سياسية». وأكد أن هناك نحو 300 ألف فلسطيني يعيشون في اسرائيل ويعملون فيها بسبب غياب الدعم العربي والأوروبي، فهل نطلق على ذلك تطبيعاً؟ «أنا أنقل صورة المجتمع الفلسطيني الذي يتعايش مع اسرائيل ويتعامل معها بحكم الظروف».