كثيرون يعتبرون تأهل المنتخب الدنماركي إلى النهائيات المقبلة إحدى مفاجآت تصفيات المونديال، بعدما نجح المنتخب الممزوج بين عناصر الخبرة والمواهب الصاعدة في تصدر المجموعة الأولى في التصفيات الأوروبية، متقدماً على المنتخبين الأكثر ترشيحاً للتأهل المباشر البرتغالوالسويد، كما ضمت المجموعة المجر وألبانيا ومالطا، لكن الدنماركيين الذين لم يتأهلوا إلى النهائيات منذ 2002، وعانوا بشدة في السنوات الأخيرة، حققوا فوزين كانا في عداد المستحيل، بعدما تغلبوا على البرتغال 3-2 في لشبونة، في مباراة شهدت تسجيل ثلاثة أهداف في الدقائق العشر الأخيرة، وعلى الجار السويد 1-صفر في استكهولم في مباراة نارية، وأثبت الفريق جدارته على أرضه أيضاً بتعادله مع البرتغال وإعادة الفوز على السويد بالنتيجة ذاتها، ليثبت رجال المدرب مورتن أولسن أن التأهل لم يأتِ وليدة حظ ولا بسبب تواضع الخصوم. على رغم صغر حجم البلاد وعدد السكان، إلا أن عشق اللعبة يسيطر على الدنماركيين، ولحظات الفخر والإنجازات حاضرة بقوة، ففي المشاركة الأولى للمنتخب في نهائيات المونديال سحر العقول واعتُبر الحصان الأسود للبطولة ورشحه كثيرون لإحداث مفاجأة كبيرة وإحراز اللقب، بتألق المهاجمين مايكل لاودروب وبريبن الكيار وصانع الألعاب يسبر أولسن، وحقق نتائج رائعة في الدور الأول بينها الفوز على أوروغواي 6-1 وعلى وصيف حامل اللقب ألمانيا الغربية 2-صفر، لكنه سقط في الدور الثاني بخسارته أمام إسبانيا 1-5 ولم تأتِ مشاركته المونديالية الثانية إلا بعد 12 عاماً، وتحديداً في مونديال فرنسا 1998، لكن بين هذين التاريخين، حقق المنتخب الدنماركي إنجازيه الوحيدين، بفوزه بكأس أمم أوروبا 1992 في صورة أذهلت العالم، بعدما فشل في التأهل أصلاً إلى النهائيات وحلَّ محل يوغوسلافيا التي عوقبت بالحرمان، وكما فاز أيضاً بكأس القارات عام 1995، في ظل تألق أفضل حارس في العالم في تلك الحقبة العملاق بيتر شمايكل، وحقق في مونديال 1998 أفضل نتائجه بتأهله إلى الدور ربع النهائي وخسارته أمام العملاق البرازيل 2-3، وكانت مشاركته في مونديال 2002 مخيبة على رغم تغلبه على حامل اللقب حينها المنتخب الفرنسي، لكنه خرج من الدور الأول. ووضعته القرعة في مونديال 2010 في المجموعة الخامسة، ضمن مجموعة قوية ومتكافئة، إذ سيتصارع مع المتألق المنتخب الهولندي، والمنتخب الأفريقي العنيد الكاميرون، وأفضل منتخب آسيوي المنتخب الياباني. وقد تبدو حظوظ المنتخب الهولندي الأفضل للحظي ببطاقة التأهل الأولى إلى الدور الثاني، لكن الصراع سيكون حامياً على البطاقة الثانية بين المنتخبات الثلاثة الأخرى، والغريب أن المنتخب الدنماركي يعتبر الأقل خبرة في المشاركة في نهائيات كأس العالم من بين فرق مجموعته، لكن هذا لن يمنع الدنماركيين من التفاؤل في ظل وجود مجموعة من المواهب تلعب مع اقوى الفرق الأوروبية. نشر في العدد: 17204 ت.م: 12-05-2010 ص: 30 ط: الرياض