يقولون إن الاستقرار من أبرز علامات النجاح عند أي فريق، وهذا تحديداً ما جناه المنتخب الدنماركي من بقاء مدربه مورتن أولسن 10 سنوات كاملة في قيادة الفريق، إذ نجح منذ العام 2000 في تأهيل الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2002 وكأس الأمم الأوروبية 2004 وإلى النهائيات المقبلة في إحدى أبرز مفاجآت التصفيات الأوروبية بعدما تفوق على المرشحين البرتغال والسويد في مجموعته. الغريب في مسيرة اولسن المولود في 14 آب (أغسطس) 1949 في مدينة فورديمبورغ، أنه أقيل من كل مناصبه السابقة مع الأندية الدنماركية، فبعدما تألق لاعباً في مركز الارتكاز مع 5 أندية مختلفة بينها سيركل بروج واندرلخت البلجيكيان وكولن الألماني بين عامي 1970 و1989، واختياره أفضل لاعب في الدنمارك عامي 1983 و1986، وتمثيله منتخب بلاده في 102 مباراة دولية، بدأ مسيرته التدريبية مع بروندبي في 1990، وعلى رغم قيادته الفريق إلى الفوز ببطولتي دوري، إلا أنه أرهق خزانة النادي بعدد من الصفقات الكبيرة الفاشلة في ضم لاعبين مغمورين بمبالغ كبيرة، ما قاد إدارة النادي إلى إقالته في أيار (مايو) 1992. وفي نيسان (أبريل) 1993 عيّن اولسن مدرباً لفريقه السابق كولن الألماني، ونجح في إنقاذه من الهبوط في المباريات الست الأخيرة التي قاده فيها، وعلى رغم أنه أنقذ الفريق من الهبوط في الموسم التالي بلاعبين مغمورين، إلا أنه في مطلع موسم 2005-2006 أقيل من منصبه بعدما خسر الفريق في مطلع الموسم أمام فريق هاو في مسابقة كأس ألمانيا. وانتظر أولسن نحو عامين قبل أن يعينه العملاق الهولندي اياكس مدرباً له، ونجح في استقطاب قائد المنتخب الدنماركي مايكل لادروب، ومعاً نجحا في قيادة الفريق إلى إحراز ثنائية الدوري والكأس في الموسم الأول له مع الفريق، لكن في الموسم الثاني تصاعدت حدة الخلاف بين اللاعبين حتى قاد إلى مقاطعة نجمي الفريق الأخوين رونالد وفرانك دي بور التدريبات والإصرار على الرحيل إلى برشلونة، ما أجبر إدارة النادي على إقالته في كانون الأول (ديسمبر) 1998. وفي 1999 بدأ مسيرة طويلة مع المنتخب الدنماركي، شهدت استقراراً كبيراً وهدوءاً نسبياً في ظل تجديد دماء الفريق وضخ مواهب جديدة، خصوصاً في الأعوام الأخيرة، إذ نجح في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 على عكس الكثير من التوقعات. وعلى رغم تصريحه في أكثر من مناسبة بأنه سيرحل عقب نهائيات كأس العالم، مقترحاً اسم النجم الأسطوري مايكل لادروب ليحل محله، لكن بعد النتائج الرائعة بالفوز على كل من السويد والبرتغال خارج أرضه، وافق على تمديد عقده حتى صيف 2012، أي عقب نهائيات كأس الأمم الأوروبية.