تتجه السلطات الأمنية العراقية الى استخدام الكلاب"الذكية"بدلاً من"العصا السحرية"جهاز السونار التي عجزت عن كشف المتفجرات عند نقاط التفتيش المنتشرة في عموم الشوارع الرئيسة. وشدد بعض القادة الأمنيين على ضرورة توظيف الكلاب البوليسية المدربة، بعد نجاحها في كشف المتفجرات والمجرمين في اكثر من عملية". وأكد مساعد وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة اللواء طارق العسل ان"الكلاب البوليسية المدربة التي تم الاستعانة بها في بعض عمليات الدهم والتفتيش أكدت قدرتها العجيبة في الكشف عن مخابئ للأسلحة والذخيرة فضلاً عن كشف المجرمين والإرهابيين". وأضاف ان"الوزارة تبنت تهيئة كلاب ذكية مستوردة وفق عقود اصولية ابرمتها مع بعض الشركات المختصة بتوريد الكلاب المدربة في المجال الأمني حصراً.وتم الإيعاز الى الوحدات الأمنية في عموم المحافظات لتهيئة حظائر خاصة لإيواء تلك الكلاب، فضلاً عن تهيئة الملاكات الطبية المتخصصة في الطب البيطري فنحن نحتاج الى اعداد كبيرة منها لضمان امن البلاد". وتركز السلطات الأمنية على ثلاثة أنواع من الكلاب،"باترول"الدورية المدربة على تفتيش السيارات والناس، و النوع الثاني كلاب ألمانية وهولندية مدربة على كشف الألغام ، والثالث كلاب مدربة على العمل داخل المؤسسات، ومهمتها كشف أي دخيل بسرعة فائقة وإعاقته إلى حين وصول رجل الأمن. وانتشرت حديثاً في بغداد محال متخصصة ببيع الكلاب المدربة على حراسة المنازل والأبنية ، وهي أقل كلفة من حراس تفوق رواتبهم رواتب اصحاب تلك البيوت بأضعاف. ويصل سعر الكلب"الذكي"او البوليسي الى خمسة آلاف دولار، ومن بينها"دوفر"، وهو كلب الماني و"كريدين"الدنماركي. واكد المستشار الإعلامي للجيش الأميركي نادر سليمان ل"الحياة" تسليم القوات العراقية 42 كلباً كلفة"الكلب الواحد منها يصل الى 12000 دولار سنوياً وهي مدربة تدريباً عالياً ودقيقاً وتتمتع بصحة جيدة مع الضمانات". وزاد أن"العراق لا يدفع ثمن هذه الكلاب كونها هدية من الحكومة الأميركية الى الحكومة العراقية لتساعدها في عمليات التفتيش وحفظ الأمن". ولكن مصدراً أمنياً عراقياً قال ان" عقوداً ابرمت مع احدى الشركات الأميركية لاستيراد كلاب بوليسية ذكية لمصلحة وزارة الداخلية سعر الواحد منها 10 الاف دولار، فضلاً عن استئجار اخرى ببدلات شهرية متفاوتة، بحسب نوعية وأهمية المهمة التي يؤديها الكلب الذي يفوق مرتبه الشهري اضعافاً مضاعفة مرتبات عناصر الأمن العراقيين". وأضاف ان" كل الكلاب المستوردة يجب أن تكون عقيمة. وهذا احد شروط العقد المبرم مع الشركة". وأعلن الجيش الأميركي في بيان، تلقت"الحياة"نسخة منه، أنه يسلم كل شيء إلى القوات العراقية، ويدربها على استخدام الكلاب البوليسية في عمليات البحث عن مخابئ الأسلحة، والمتفجرات والعبوات المزروعة داخل السيارات،"أو ما يُعرف بالسيارات المفخخة المتروكة على قارعة الطرق". و أضاف البيان"أما في الوقت الحاضر، فأننا نخرج مع القوات العراقية، التي تحدد مناطق معينة، سبق أن وجدت فيها متفجرات ونمشطها بواسطة الكلاب. إن وجود هذه الكلاب المدربة معنا أمرٌ ضروري ومهم. وأصبح مفهوماً لدى القوات العراقية سبب وجودها وأصبح المواطنون العراقيون يدركون تماماً إنها للعثور على شيء ما".