اسمحوا لي بالمبالغة قليلاً وأنا أتحدث عن فوز للملف القطري بتنظيم كأس العالم 2022 فقد أصف هذا الانتصار بأنه الأعظم للعرب بعد انتصار أكتوبر العظيم، نعم لا يوجد وجه للمقارنة بين معركة حربية بها عتاد وجيوش وأدوات قتال وبين معركة فكر وتكتيك للفوز بشرف تنظيم اكبر بطولة كروية في العالم تجرى كل أربع سنوات ولكن المنافس كان دائماً واحداً وهو أميركا فهي التي دائماً وابداً تقف ضد طموحاتنا وآمالنا وبوضوح كانت هي المنافس الأكبر لقطر وقائدهم كان الرئيس الاميركي الحالي باراك اوباما وقائد الجهة كان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في مواجهة عقليات عربية شابة من دولة جميلة هادئة خططوا وعملوا في صمت وهدوء حتى نجحوا في النهاية في الفوز بشرف التنظيم، وبصرف النظر عما جرى أثناء المعركة للفوز بالتنظيم إلا أن أكثر ما اعجبني هو قدرة الجانب القطري على توحيد الصف العربي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة خلف الملف القطري وهو أمر نادر الحدوث، ولكن يؤكد بوضوح أن العقلية التي أدارت هذا الملف عملت باحترافية شديدة وبالغة النجاح ولعل هذا ما فشلت فيه مصر وبشدة أثناء تقدمها لملف الترشح فيكفي أن 4 دول عربية هي المغرب وتونس وليبيا إضافة إلى مصر تقدمت في البداية للفوز بشرف التنظيم قبل أن تنسحب تونس وليبيا، إذاً الأمر لم يكن عشوائياً في قطر بل حسبوا لكل خطوة حساباتها الدقيقة لذلك لم يكن هناك خوف عليهم والدليل تفوقهم الكاسح في الجولات الثلاث حتى تم إعلان فوز الملف القطري بشرف التنظيم وهو الأمر الذي اسعد العرب جميعهم ولعلي لا أذيع سراً عندما أقول اننى آخر من عرف الخبر فقد كنت منشغلاً بانتخابات مجلس الشعب المصري لذلك كانت الدهشة الشديدة وأنا في إحدى جولاتي عندما فوجئت بالجميع يهنئوني بفوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم وكأنني رمز للرياضيين القطريين، وهذا يشرفني ولكن ما اسعدني وتوقفت أمامه طويلاً هذه الفرحة الطاغية التي عمت الشارع المصري فرحاً بفوز قطر بشرف التنظيم ولا اشك لحظة في أن هذه الفرحة نفسها موجودة في كل العواصم العربية ولكنى فقط اتعجب من هذا الكم من الحقد والغل الذي ظهر عليه بعض الساسة ونجوم كرة القدم الذين كنا نحترمهم ونقدرهم وشجعناهم كثيراً ولكن يبدو أننا خدعنا فيهم طويلاً فهذه التصريحات الصفرية الغريبة التي صدرت من البعض تستدعي منا أن نقف وقفة للحساب معهم، ولعل قطر بالتحديد بما تملكه من أدوات إعلامية قوية لقادرة على إيقافهم عند حدهم فنحن جميعاً نعتبر أنفسنا من اليوم قطر لذلك لن نتهاون في حق العرب وحق قطر ولن نسمح بالتقليل من شأن فوزنا بتنظيم كأس العالم فهذا حق أصيل لقطر وللعرب، لذلك أرجو من كل الإعلاميين أن يبدأوا من الآن حملة لمناصرة وتأييد قطر في كل مكان والتأكيد على أن هذا المونديال سيكون الأفضل بالتأكيد في تاريخ كل بطولات كأس العالم ومن سيحاول التقليل من شأن العرب أو قطر عليه أن يتحمل العواقب كافة. [email protected]