عاش الوطن العربي أول من أمس الخميس واحدة من أهم وأجمل لحظات التلاحم والتكاتف والتعاضد في مجالات الحياة، وتفاعل العرب بكل أحاسيسهم المرهفة ومشاعرهم الفياضة مع ملف قطر 2022 لاستضافة كأس العالم، ووقف الجميع على أعصابهم مشدودة في الساعات التي سبقت الإعلان الرسمي عن البلد المنظم للمحفل العالمي وألسنتهم تلهج بالدعوات الصادقة بأن تحظى قطر بشرف الاستضافة وتنتصر على كل الدول الكبرى المنافسة وفي مقدمها أميركا، لتأتي البشرى السارة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الذي تفنّن في حرق الأعصاب بكلمته المطولة قبل أن يزف الخبر التاريخي الذي فجر براكين الفرح في أرجاء الوطن العربي الكبير كافة. وجاء فوز دولة قطر الشقيقة بشرف استضافة المونديال العالمي 2022 لأول مرة في الشرق الأوسط وتحقيق حلم العرب ليؤكد بالدليل القاطع والبرهان الساطع ما يتمتع به الإنسان العربي الأصيل من فكر متطور ورؤية ثاقبة وخطط استراتيجية وبرمجة عصرية وإرادة قوية وعزيمة وإصرار على تحدي الصعاب، وقدرة عالية على تسخير التكنولوجيا الحديثة بشكل مذهل في المجال الرياضي، إضافة إلى دقة التخطيط في الحملة الشعبية لدعم ملف قطر التي انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في تشرين الأول أكتوبر 2009 والنجاح اللافت في اختيار سفراء الملف القطري من الشخصيات الرياضية العالمية. وأبدعت قطر كثيراً في طريقة عرض الملف الحلم 2022 خلال تقديم العرض الخاص والنهائي أمام أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي فيفا، وأبهرت العالم بتقديم الملف بثلاث لغات بعدما عرضت الشيخة موزة بنت ناصر المسند الملف باللغة الإنكليزية، ورئيس الملف ومهندس الحملة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني باللغة الفرنسية التي يُجيدها، والمدير التنفيذي للملف حسن الذوادي باللغة الإسبانية، لتأتي مرحلة جني الثمار عبر تصويت الأعضاء ال22 الذين منحوا قطر 14 صوتاً في مقابل 8 أصوات لأميركا بعد خروج كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا من دائرة السباق.