احتجت الشركات الألمانية بشدة على المنافسة الصينية لها في دول أوروبا الشرقية، من خلال اعتماد وسائل"غير معهودة في التعامل الدولي"بهدف احتلال مكان لها في أسواق هذه الدول. ووضعت"هيئة الشرق في الاقتصاد الألماني"المهتمة بتطور علاقات ألمانيا التجارية والاقتصادية مع أوروبا الشرقية وبعض دول آسيا الوسطى، وتضم في عضويتها ممثلين عن اتحادات وروابط أرباب العمل وأكثر من 130 شركة ألمانية، تقريراً أظهرت فيه، أن الصين تمارس في المنطقتين"نشاطات سياسية استراتيجية متنامية وليس اقتصادية". ولفت إلى أن متابعة هذه النشاطات في أوروبا الشرقية، أبرزت أن الشكوى على الشركات الصينية التي تملكها الدولة،"تركز على طرح أسعار متدنية جداً عن تلك المعتمدة في السوق، واعتماد طرق تمويل وتقديم ضمانات متساهلة جداً للحصول على عروض". وبعدما حذّر من أن تؤدي هذه النشاطات، إلى"ضرب التنافس العادل"، حضّ الاقتصادين الألماني والأوروبي،"على الردّ على الممارسات الصينية هذه"بالطريقة المناسبة. ورأى الرئيس السابق للهيئة كلاوس مانغولد، في كلام نقلته النشرة الاقتصادية الشهرية لغرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية في برلين، أن الصين"تعطي مسألة الوصول إلى الموارد الطبيعية الاستراتيجية الخام في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى أهمية كبيرة". وتظهر حدّة المنافسة الصينية للاقتصاد الألماني في الأرقام التجارية مع روسيا مثلاً، إذ حلّت الصين مكان ألمانيا العام الماضي كأكبر مصدر لموسكو 13.7 في المئة مقابل 12.7 في المئة. ولكن على رغم هذه المنافسة الشرسة بين البلدين، تمكنت الشركات الألمانية وفق تقرير الهيئة، من"زيادة صادراتها إلى روسيا بنسبة 20 في المئة خلال هذا العام". وستتقدم الصين بذلك خمس مراتب في التجارة مع ألمانيا، متجاوزة دولاً مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهولندا، لكن الفارق مع فرنسا لا يزال كبيراً، إذ تبلغ قيمة الصادرات الألمانية إليها 94 بليون يورو.