توقع مسؤولون عن التجارة الخارجية الألمانية، أن تتجاوز قيمة الصادرات هذه السنة التريليون يورو لتسجل رقماً قياسياً جديداً بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى رغم تراجع حجم الصادرات وقيمتها في نيسان (أبريل) الماضي، ما زالت عجلة التصدير تدور بسرعة كبيرة. وارتفعت قيمة الصادرات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة بقوة، وكادت أن تتجاوز في آذار (مارس) الماضي حاجز المئة بليون يورو (سجلّت 98.2 بليون)، وهو أعلى رقم مبيعات شهري يسجّل حتى الآن. وأشار رئيس قسم الاقتصاد الخارجي في اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية فولكر تراير، إلى أن معدل نمو الصادرات سيتجاوز في العام الجاري 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي، على رغم أن الشروط العامة القائمة في العالم لم تعد مناسبة تماماً. وأضاف: «اليورو القوي يرفع أسعار المنتجات الألمانية المصدّرة ويحدّ إمكانات المنافسة والبيع، كما أن ارتفاع الفوائد المصرفية على الشركات المستوردة في الدول الصاعدة يكبح قدرتها على الاستيراد». وحذّر رئيس اتحاد التجارة الخارجية وتجارة الجملة أنطون بورنر من تداعيات سلبية قد تنتج من الأزمة والعجز المالي في بعض دول منطقة اليورو، خصوصاً في اليونان، مشيراً إلى إمكان انعكاس أزمات ليبيا واليمن وسورية سلباً على صادرات ألمانيا. ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة عن «غرفة التجارة العربية - الألمانية» في برلين عن التقرير الصادر أخيراً عن البنك الدولي، أن النمو الاقتصادي الوسطي المتوقع في العالم هذا العام سيبلغ 3.2 في المئة وسيرتفع إلى 3.6 في المئة عامي 2012 و2013. وهذه النسبة تقل عن الأعوام السابقة، لكنها تعد باستمرار قدرة دول عدة على الاحتفاظ بزخم الاستيراد من ألمانيا، خصوصاً الصاعدة منها التي سيسجّل النمو فيها 6.3 في المئة بعد 7.3 في المئة عام 2010. وفي حين أشار التقرير إلى أن اقتصاد دول منطقة اليورو، التي تستورد سنوياً نحو 60 في المئة من الصادرات الألمانية، سينمو في المتوسط بين 1.7 في المئة و1.9 فقط، رأى أن ألمانيا «ستبقى محرك النمو في أوروبا للسنة الثانية على التوالي»، كما أكد أن الصادرات الألمانية ستسجّل رقما قياسياًَ هذه السنة. وتتجه التجارة الألمانية مع روسيا هذه السنة إلى تسجيل رقم قياسي جديد يفوق 23 بليون يورو الذي سجّل عام 2008، وارتفع نمو التبادل التجاري بين البلدين خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري بمقدار الثلث مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين زادت الصادرات الألمانية إلى روسيا 56 في المئة. وتشتري موسكو من ألمانيا آلات مختلفة بهدف تحديث البنية الإنتاجية لشركاتها ومصانعها.