انتشرت قوات أميركية في محيط قصر الرئاسة المدمر في بور او برنس، في أكبر عملية إنزال في عاصمة هايتي منذ أن ضربها زلزال مدمر قبل أسبوع. وأفاد مراسلون إن 12 مروحية عسكرية أميركية هبطت في محيط قصر الرئاسة، وهبطت منها قوات بمعدات قتالية كاملة. يتزامن ذلك مع تقارير عن خلافات بين باريسوواشنطن حول تفرد الأميركيين في إدارة عملية الإغاثة في الجزيرة، كما يأتي الانتشار الأميركي غداة اتهام الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز واشنطن باستغلال كارثة الزلزال لاحتلال هايتي. في الوقت ذاته، أعلنت برازيليا ان الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصل بنظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا واقترح عليه ان يعمل البلدان مع كندا لتنسيق هبات المانحين في هايتي. وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان القوات الأميركية ستساند قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي، وأن القوات الأميركية لن تتولى فرض الأمن والنظام في الجزيرة. وأضاف غيتس:"اعتقد اننا لا نزال نعتبر ان الأممالمتحدة وبعثتها في هايتي تتوليان زمام الأمور فيها، ونحن هناك لمؤازرتهما ومساندة حكومة هايتي". وكان غيتس يتحدث في حين نشر 7500 جندي أميركي في هايتي للمرة الأولى منذ الزلزال الذي وقع في 12 الشهر الجاري. وقال غيتس:"لم أسمع في اي وقت عن دور لفرض النظام"يلعبه الأميركيون، لكنه أكد ان فرض الأمن"يشكل أولوية قصوى"بسبب التوتر وأعمال النهب. وقال:"في نهاية المطاف، لا يمكننا توزيع الأغذية والمساعدات إن لم يكن الوضع الأمني مقبولاً"، موضحاً ان الجنود الأميركيين لديهم أوامر باستعمال القوة للدفاع عن انفسهم وعن غيرهم عند الضرورة. وزاد:"اعتقد ان من الطبيعي في كل مكان ننشر فيه جنوداً، ان تكون لديهم السلطة والحق في الدفاع عن انفسهم، ولديهم الحق كذلك في الدفاع عن الهايتيين الأبرياء وموظفي الهيئات الدولية في حال حصول شيء ما". وأضاف:"طالما لم نتمكن من ايصال المؤن والماء بكميات وفيرة للسكان، هناك خوف من ان يدفع اليأس البعض الى استخدام العنف. وسنعمل مع الأممالمتحدة من اجل ضمان وضع امني جيد". وأعلن مسؤول عسكري اميركي بارز في هايتي ان الوضع الأمني مستقر في العاصمة بعد ستة ايام على الزلزال في حين استمرت عمليات النهب. وقال الأميرال مايك روجرز المسؤول عن الاستخبارات في قيادة الجيوش الأميركية:"سوف نواصل عملياتنا"في البحث عن أحياء وتوزيع المساعدات وإجلاء السكان. وقررت واشنطن تسهيل إجراءات تبني أطفال يتامى من هايتي عبر السماح بنقلهم الى الولاياتالمتحدة ولو لم تكن بحوزتهم جوازات سفر او بقية الوثائق والتراخيص التي تصدرها عادة السلطات الهايتية. وعزت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو تسهيل هذه الإجراءات الى الكارثة الناجمة عن الزلزال. وبموجب هذه التسهيلات لن تعود الأسر الأميركية الراغبة في تبني أطفال هايتيين مضطرة لأن تنتظر للحصول من الحكومة الهايتية التي تضررت بشدة بالزلزال، على كل الوثائق والتراخيص المطلوبة عادة لنقل طفل هايتي الى الولاياتالمتحدة. وهونت فرنسا امس، من تقارير عن حدوث خلاف بينها وبين الولاياتالمتحدة حول اسلوب ادارة واشنطن لمطار هايتي منذ وقوع الزلزال، مؤكدة ان التعاون بين البلدين يجرى في شكل جيد. وظهرت على السطح تقارير عن الخلافات بعد ان قال وزير الدولة الفرنسي الان جويانديه انه احتج لدى السلطات الأميركية لمنع طائرة فرنسية تحمل مساعدات انسانية من الهبوط في المطار الذي تسيطر عليه الولاياتالمتحدة في بور او برنس. وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان ان"السلطات الفرنسية راضية تماماً عن التعاون بين بلدينا وعن التنسيق الدائم بين مراكز الطوارئ التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الخارجية في الولاياتالمتحدة، وترحب بالتعبئة غير المعتادة من جانب الولاياتالمتحدة ازاء هايتي وبالدور الذي تلعبه على الأرض". وهناك أكثر من 11 ألف جندي أميركي إما على الأرض أو على سفن قبالة سواحل هايتي أو في طريقهم إلى البلاد ومن بينهم 2200 جندي من مشاة البحرية مزودون بمعدات لإزالة الأنقاض ومساعدات طبية ومروحيات. وبلغت قوة الزلزال سبع درجات على مقياس"ريختر"ودمر معظم انحاء العاصمة بور او برنس. وقال مسؤولون من هايتي إن من المرجح ان يراوح عدد القتلى بين مئة ألف ومئتي ألف شخص في الزلزال، اضافة الى عشرات آلاف المصابين ومئات آلاف المشردين. الى ذلك، اجرى صحافي- جراح يعتبر احد ابرز نجوم شبكة"سي ان ان"الأميركية عملية جراحية دقيقة في الدماغ لطفلة هايتية في الثانية عشرة من العمر على متن حاملة طائرات اميركية رابضة قبالة سواحل بور او برنس. وكان الطاقم الطبي على متن حاملة الطائرات الأميركية"يو.اس.اس. كارل فنسون"اجرى عملية جراحية أولى للطفلة، الا انه تبين له لاحقاً ضرورة اخضاعها لعملية ثانية بسبب وجود شظية بطول 1.2 سنتيمتر في جمجمة الفتاة. ونظرا الى عدم وجود جراح اعصاب على متن الحاملة ولا في منطقة بور او برنس المدمرة، لم تجد البحرية الأميركية امامها الا ان تطلب العون من سنجاي غوبتا وهو طبيب في قسم جراحة الأعصاب في احد مستشفيات اتلانتا جورجيا وفي الوقت ذاته صحافي طبي في شبكة"سي ان ان"وكان في بور او برنس يغطي الكارثة. وأجرى غوبتا العملية للفتاة. نشر في العدد: 17092 ت.م: 2010-01-20 ص: 18 ط: الرياض