صدرت في دمشق حديثاً موسوعة عن الحركة التشكيلية في سورية، وضعها الناقد أديب مخزوم، وحملت عنوان"تيارات الحداثة في التشكيل السوري". وفيها سعى مخزوم إلى استعادة ذاكرة الفن التشكيلي في سورية في مراحله المتعاقبة منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم. وتجمع الموسوعة بين العمل التوثيقي لكل فنان والمراجعة النقدية لأعماله. تقع الموسوعة في 500 صفحة من القطع الكبير مربعة الشكل، طبعت بكاملها بالألوان والورق المصقول توخياً لإظهار تفاصيل اللوحة بدقة وصدقية. ووثقت أعمال 263 رساماً ونحاتاً، تم ترتيبها حسب المراحل الزمنية لظهورهم. ولم تقتصر الموسوعة على الفنانين الذين عاشوا في سورية، وإنما تناولت الفنانين السوريين المغتربين في أنحاء العالم. وتتضمن الصفحات المخصصة لكل فنان نبذة عن مسيرته الحياتية والفنية ومراحلها ونصوصاً تحليلية نقدية لأهم أعماله الفنية واتجاهاتها. إضافة إلى صور للفنان ولأهم أعماله الفنية. كما خصص حيز للفنانين الذين أبقوا فنهم في نطاق الهواية، فتضمنت الموسوعة لوحة أو عملاً نحتياً لكل واحد منهم. وتأتي هذه الموسوعة ثمرة جهد سنوات من البحث والتقصي والجمع. وجابهت مخزوم صعوبات كثيرة خاصة في جمع المعلومات والصور واللوحات عن الفنانين التشكيليين في مطلع القرن العشرين. ومع ذلك استطاع التغلب على تلك الصعوبات، لتأتي موسوعته متكاملة. وجهد في ما يتعلق بالجانب النقدي والتحليلي خاصة، أن يكون حيادياً ويقف على مسافة واحدة من جميع الفنانين، دون انحياز لاسم معين أو اتجاه فني محدد. وأديب مخزوم اعلامي وناقد تشكيلي يعمل في الصحافة السورية منذ نحو عشرين سنة، كما أنه مارس الرسم لفترة قصيرة.