تعرض إلى إصابة بالغة في الرباط الصليبي، وهو يرتدي شعار المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مباراته الحاسمة أمام نظيره الكوري الشمالي في تصفيات كأس العالم بالرياض، أجبرته على البقاء بعيدا عن المستديرة التي عشقها منذ صغره، ابتعد طويلا عن المنتخب، وكذلك عن فريقه؛ الشباب، مما أجبر الإدارة على الاستعانة بلاعب محترف غير سعودي يلعب في الوظيفة نفسها التي يشغلها وهي صناعة اللعب، لكن ذلك لم يزعجه كثيرا، بل اعتبره نوعا من التنافس الذي سينعكس إيجابا بلاشك على الفريق، أجرى العملية بنجاح في فرنسا، تحرق شوقا للعودة إلى الكرة التي أحبها منذ نعومة أظفاره، عاد تدريجيا إلى الملاعب بعد برنامج طويل وشاق ومرهق، حتى كافأه أخيرا مدرب الأخضر بوسيرو بالانضمام إلى تشكيلة الأخضر، بعد المستويات التي قدمها مع فريقه، فور عودته من الإصابة اللعينة. التقته «شمس» وحاورته حول الإصابة والعودة المتوهجة، فإلى تفاصيل الحوار: كيف ترى نفسك الآن بعد العودة إلى الملاعب متعافيا من الإصابة؟ الحمدلله كانت عودة تدريجية، شاركت في مباريات قوية وحاسمة، وبمستوى رائع بشهادة الجميع. وما شعورك بعد العودة إلى تشكيلة الأخضر بعد فترة توقف طويلة؟ بلا شك شعور رائع وأنا في غاية السعادة للعودة إلى المنتخب، وهذا شيء يعطيني دافعا قويا للتألق من جديد لأعود بشكل أفضل. بالمناسبة.. ألا تسبب معسكرات المنتخب إجهادا لكم كلاعبين بعد موسم شاق وطويل؟ وجهة نظر الجهاز الفني للمنتخب الوطني أن يتم استغلال وجود أكثر المنتخبات العالمية في معسكراتها للعب المباريات الودية التي تحددها «فيفا» للمنتخبات المتأهلة لكأس العالم أو التي لم يحالفها التوفيق. معسكر استمر لأكثر من أسبوعين ألا يعتبر شاقا نوعا ما؟ لا أعتقد أن ذلك صحيحا، فمعسكر النمسا كان استعدادا للمباريات الودية الثلاث التي خضناها ضد الكونغو ونيجيريا وإسبانيا، ويأتي كذلك في إطار برنامج المنتخب لمشاركاته المقبلة. كيف قضيت الفترة التأهيلية قبل عودتك إلى الملاعب مجددا؟ الحمدلله أنا إنسان مؤمن بالقضاء والقدر، ومنذ سقوطي على أرض الملعب في مباراة المنتخب الوطني الحاسمة أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم 2010 علمت أن الإصابة قطع في الرباط الصليبي، وأجريت العملية بنجاح، وبدأت في إعداد البرنامج التأهيلي وأبلغت الطبيب المرافق لي أنني لست مستعجلا على العودة، إذ لا بد من الجاهزية التامة والمشاركة في التدريبات الجماعية سواء كنت لاعبا أساسيا أو احتياطيا، وكنت واثقا من قدرتي على المشاركة مع الفريق مجددا بعد التعافي من الإصابة. ألم تخش فشل بعض اللاعبين في العودة إلى الملاعب بعد إصابتهم بالرباط الصليبي؟ أعتقد أنه مع التقدم العلمي، وبالتحديد في مجال الطب في مثل هذه الإصابات، يستطيع اللاعب العودة إلى مستواه الطبيعي، وهناك عدة لاعبين أجروا أكثر من عملية واستطاعوا العودة بشكل أفضل. ألم يشكل انضمام المحترف الليبي طارق التايب هاجسا لك بخصوص العودة إلى تشكيلة الفريق أساسيا؟ من حق فريق الشباب أن يتعاقد مع أي لاعب يرغب فيه، ما دام أنه فريق بطولات، وحقيقة سعدت بانضمام التايب للفريق لكي تزداد المنافسة على وظيفة صناعة اللعب في الشباب، التي انعكست إيجابا على الفريق، وأفادتني شخصيا وأعادتني للواجهة. في رأيك.. هل من الممكن أن نراك قريبا أنت وشقيقيك أحمد وعلي في التشكيلة الأساسية للفريق الشبابي؟ أحمد وعلي يملكان إمكانيات كبيرة، وسيكون أمرا جيدا إذا أشركنا الجهاز الفني في التشكيلة الأساسية للفريق، وكلنا نسعى لخدمة الفريق في المقام الأول، وكرة القدم لا تعترف بالعلاقات الأخوية في الملاعب. ما أسباب إخفاق فريق الشباب في دوري زين السعودي للمحترفين؟ عدة أسباب في رأيي كانت وراء إخفاق الشباب في بطولة زين، يأتي في أولها إصابات عدد من اللاعبين أولهم البرازيلي كماتشو الذي كانت إصابته مؤثرة جدا وانعكست سلبا على أداء الفريق كمجموعة. وأيضا فرطتم في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بعد تحقيقها في السابق مرتين متتاليتين، لماذا برأيك؟ أعتقد أن التوفيق لم يحالفنا هذه المرة في الظفر بالبطولة المحببة لنا، للمرة الثالثة على التوالي، بالإضافة إلى أن الاتحاد هو من يستحق فعلا البطولة هذا العام، بعد العروض القوية التي قدمها. كيف تنظر إلى تأهل الشباب إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا؟ تأهل مستحق عطفا على المستويات التي قدمناها خلال مشوار البطولة، وأتمنى أن نحقق هذه البطولة الغالية ونهديها لجماهيرنا الوفية والجماهير السعودية بشكل عام، ونحن قادرون بإذن الله على ذلك؛ لوجود كوكبة من النجوم المميزين واللامعين، استقطبتهم الإدارة في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى عودة المصابين. في رأيك.. ما أسباب إخفاق المنتخب السعودي في التأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ تعرض أكثر من عشرة لاعبين أساسيين لإصابات متفاوتة أثر سلبا على الفريق، وتسبب في عدم اتزانه، وكانت صدمة كبيرة لي ولزملائي الذين كانوا يحلمون بالمشاركة في التظاهرة العالمية الكبرى. في اعتقادك.. متى سيتمكن اللاعب السعودي من الاحتراف الخارجي؟ من الصعب جدا على الأندية السعودية التفريط في نجومها، ولو حدث ذلك لكانت هناك ردة فعل عنيفة من قبل الجماهير، بالإضافة إلى أن المردود المادي والتغطيات الإعلامية المميزة تجعل اللاعب يختار البقاء في المملكة. هل من كلمة أخيرة؟ أشكرك كثيرا على هذا الحوار، وأتمنى لجريدة «شمس» التميز دائما .