تجرى في الغابون اليوم انتخابات رئاسية مبكرة من جولة واحدة لاختيار خليفة للرئيس عمر بونغو الذي توفي عن 73 سنة في حزيران يونيو الماضي، بعدما حكم البلاد مدة 41 سنة. ويعد نجل الرئيس الراحل علي بونغو اونديمبا الذي كان وزيراً للدفاع لمدة عشر سنوات، المرشح الاوفر حظاً في الانتخابات التي يخوضها 23 شخصاً. وتعهد علي بونغو لأنصاره"اعادة توزيع افضل للثروة الوطنية"، علماً ان البلاد التي لا يتجاوز عدد سكانها 1.5 مليون شخص تعد رابع دولة منتجة للنفط في افريقيا، وثالث بلد منتج للمنغنيز في العالم، وثاني منتج افريقي للخشب. كما وعد"بتسيير افضل للأموال العامة"، في وقت تعيش نسبة 60 في المئة من الغابونيين تحت عتبة الفقر، وتستفيد نسبة 2 في المئة فقط من الثروات. ولا طرق تقريباً في الغابون ونظامها الصحي متداعٍ. وتضم لائحة المنافسين البارزين لعلي بونغو، اندريه مبا اوبامي، الذي بقي لفترة طويلة قريباً جداً من الرئيس الراحل عمر بونغو. وهو يدعو الى قطيعة مع ممارسات الماضي، وينتقد اصدقاءه القدامى في الحزب الديموقراطي الغابوني الذي كان احد قادته حتى طرد منه رسمياً في 14 الشهر الجاري. وانسحب خمسة مرشحين لمصلحته اول من امس، ما يعطي وزناً اكبر لترشيحه في مواجهة"شقيقه التوأم"علي بونغو الذي كان شاهداً على زواجه العام 2000. ويتفق معارضو اوبامي ومؤيدوه على ذكائه، وإتقانه فن التلاعب من دون التوقف عند القواعد الاخلاقية،"لذا يخشى بأسه". وتخوض الانتخابات ايضاً الناشطة السياسية والديبلوماسية والبرلمانية فيكتوار لاسيني دوبوزي 56 سنة التي ابدت رغبتها في التركيز على وضع النساء الغابونيات اللواتي تعاني نسبة كبيرة منهن من الفقر، بينما تعتبر كثيرات منهن"معيلات لأسرهن". ووعدت بمكافحة البطالة، وتشييد طرق وبناء مساكن ونشر التعليم. في غضون ذلك، أكدت فرنسا التي استعمرت الغابون سابقاً وأنشأت قاعدة عسكرية دائمة فيها تضم حوالى الف رجل، فيما تعمل فيها نحو 120 شركة فرنسية بينها المجموعة النفطية العملاقة"توتال"، حيادها عشية الانتخابات الرئاسية.