والتي تهيمن فعلياً على الحياة السياسية والاقتصادية، وتتهمها الأقليات بممارسة اضطهاد سياسي وثقافي وديني ضدها. وبعد نحو سنة على خروج أبناء التيبيت البوذيين الى الشوارع احتجاجاً على حكم الصين"القمعي"لإقليمهم، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، أدت اشتباكات اندلعت بين الشرطة وأبناء طائفة الاويغور المسلمين في اورمتشي عاصمة إقليم شينغيانغ شمال غربي الى مقتل 156 شخصاً على الأقل وجرح 816 آخرين. وتزامنت الاضطرابات مع وجود الرئيس الصيني هو جينتاو في إيطاليا لحضور قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى. راجع ص 9 وفيما كررت بكين اتهام"قوى متطرفة خارجية"بالوقوف وراء الاضطرابات، خصوصاً في ظل اعتبارها ان المنطقة المحاذية للحدود مع باكستان وثلاث جمهوريات مسلمة في الاتحاد السوفياتي السابق هي: كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان، تقع تحت تهديد"إرهابيين"يوجهون من الخارج عملاء لهم في الداخل عبر شبكة الانترنت، وفي مقدمها حركة"مؤتمر الاويغور العالمي"التي تتخذ زعيمتها المنفية ربيعة قدير من الولاياتالمتحدة مقراً لها. لكن الحركة نددت ب"المزاعم"الصينية. وقال ديل شات راشيت، الناطق باسم مؤتمر الاويغور العالمي من منفاه بالسويد:"نفذ آلاف من الاويغور في اورمتشي احتجاجاً سلمياً ضد التمييز العرقي الذي يتعرضون له والذين تعبوا من مواجهته بصمت، لكن رجال الشرطة واجهوهم بالنار". ونفذ الاحتجاج بعد مقتل اثنين من الاويغور في اشتباك مع عمال من طائفة هان في مصنع بمدينة شاوجوان جنوب، علماً ان نور بايكيلي حاكم شينغيانغ الذي ينتمي الى الاويغور صرح بأن"قوى خارجية حرضت على استغلال حادث شاوجوان لمهاجمة السلطات عبر تنظيم احتجاجات في الشوارع"، موضحاً ان المحتجين احرقوا عدداً من السيارات، واشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب التي انتشر حوالى ألفين من عناصرها في الشوارع مزودين هراوات ودروعاً وبعضهم رشاشات. وأعادت القوات الهدوء الى اورمتشي أمس، فيما التزم السكان منازلهم وأقفلت المتاجر، وسط معلومات عن فرض حال الطوارئ في المدينة لمدة ثلاثة أيام، في وقت لاحقت السلطات 90 مطلوباً على الأقل للاشتباه في ضلوعهم بأعمال العنف. وفي إطار ردود الفعل الخجولة على الاشتباكات في شينغيانغ، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومات على احترام حق شعوبها في الاحتجاج،"لأنه مبدأ أساسي للديموقراطية"، داعياً الى حل الخلافات في الرأي سلماً وعبر الحوار. وأعلن الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين الدالاي لاما، في خطاب ألقاه في نيودلهي لمناسبة الذكرى الخمسين لنفيه القسري الى الهند، أن تعزيز القيم العلمانية لا يعني رفض الدين. وأوضح ان رسالته تدعو الى نشر المحبة والرحمة والكرامة، وتعزيز القيم المشتركة والتناغم. نشر في العدد: 16895 ت.م: 07-07-2009 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: الصين : 156 قتيلاً ومئات الجرحى باضطرابات في مناطق المسلمين