فرقت شرطة مكافحة الشغب الصينية احتجاجاً صغيراً نظمه ابناء قومية الاويغور المسلمة بعد اداء صلاة الجمعة في المسجد الابيض بمدينة أورمتشي، عاصمة اقليم شينغيانغ شمال غربي أمس، واعتقلت خمسة أو ستة أشخاص اقتادتهم مرفوعي الايدي، وذلك بعد خمسة ايام على مقتل 156 شخصاً في صدامات اندلعت بين الاويغور والشرطة، احتجاجاً على قتل اشخاص من الهان اثنين من الاويغور اثر خلاف نشب في مصنع جنوب البلاد. تزامن ذلك مع حض الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما زعماء الصين على"ضبط النفس"في التعامل مع الاضطرابات في إقليم شينغيانغ. وأفاد شهود في ،أورمتشي بأن حوالى 500 من الاويغور تجمعوا قرب المسجد الذي انتشر في ارجائه مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب مسلحين ببنادق نصف آلية واغلقوا الطرق حوله، علماً ان السلطات تراجعت عن قرارها إغلاق كل المساجد في المدينة خلال اداء صلاة الجمعة، في محاولة لتقليص التوترات العرقية. وكشف مصلون لدى خروجهم من المسجد الابيض إن الوقت المخصص لصلاة الجمعة اختصر. وقال احدهم ويدعى أحمد ادجي:"أنني سعيد بالسماح لنا بالدخول اليوم. كان الحزن سيزداد إذا لم يحدث ذلك". لكن مسلماً آخر اشار إلى أن قوات الامن الصينية تمركزت داخل المسجد وحتى في المآذن المطلة على طريق مجاور،"ما جعلنا نشعر بالاهانة، بسبب دخول غير مؤمنين اليه". وأغلقت السلطات مساجد اخرى في ،أورمتشي وبينها مسجد هنتاغري الذي يعتبر احد الاقدم في المدينة وانتشر فيه مئة شرطي يحملون بنادق هجومية وهراوات. وقال الاويغوري تورسون:"لا نستطيع القيام بأي شيء، اذ تخشى الحكومة ان يستخدم السكان الديانة لدعم القوى الثلاثة"، في اشارة الى التطرف والنزعة الانفصالية والارهاب التي تهدد وحدة البلاد بحسب بكين. في غضون ذلك، تهافت آلاف من السكان الخائفين على محطات القطارات والحافلات في اورمتشي هرباً من الاضطرابات الاتينة الدامية. وتشكلت طوابير طويلة من حوالى 300 شخص في محطة بايي، الاكبر للحافلات في اورمتشي، فيما انتظر ركاب كثيرون في محطة القطارات حيث انتشر مئات من عناصر الامن. وأعلنت السلطات انها زادت خدمات الحافلات المتجهة الى خارج اورمتشي، لكن الطلب فاق عدد المقاعد. واغتنم البعض حركة الركاب غير الاعتيادية لبيع بطاقات الى كشغار في السوق السوداء بمبلغ 500 يوان 51 يورو، في حين يقل سعرها الاصلي عن مئة يوان. وقال زو تشغين 23 سنة عامل البناء الذي يقيم منذ خمس سنوات في اورمتشي:"من الخطر جداً البقاء هنا. نحن خائفون من العنف". وكشف مسؤول في محطة بايي ان حوالى عشرة آلاف شخص يغادرون المدينة يومياً من المحطة منذ اندلاع المواجهات الاثنية،"اي ما يوازي ضعف العدد في الايام الاعتيادية". وقطع كي فينغلونغ وهو من الهان مسافة تزيد على 240 كلم من كويتون الى اورمتشي لاصطحاب صديقته. وقال:"اعتقدنا بأنه من الاضمن اعادتها الى المنزل". الى ذلك، طالبت السلطات في كاشغار، ثاني اكبر مدن شينغيانغ، الصحافيين بمغادرة المدينة"حفاظاً على سلامتهم"، علماً ان مجموعة صغيرة من الصحافيين الذين يعملون لحساب وكالات اجنبية وصلت الى المدينة اخيراً. وكانت زعيمة المنفيين الاويغوريين ربيعة قدير اعلنت انها تملك معلومات عن توسع اعمال العنف الى كاشغار، حيث زعمت سقوط مئة قتيل. ودأبت الصين على ترحيل الصحافيين من المناطق الحساسة كما حدث في التيبت وسيتشوان جنوب غربي العام الماضي. نشر في العدد: 16899 ت.م: 11-07-2009 ص: 14 ط: الرياض