انتهت بطولة القارات المونديال 2009 في جنوب أفريقيا، بانطباعات سلبية لا يمكن تطمئن بتنظيم جيد في"مونديال 2010"، على رغم من التطمينات التي يطلقها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا"جوزيف بلاتر في كل مناسبة. فالهاجس الأمني يشكل العبء الأكبر، وهو ما جعل رئيس الاتحاد البرازيلي يقول:"كنت أنوي اصطحاب عائلتي في كأس العالم، لكن وبعد ما شاهدت لن أقدم على تلك الخطوة"، وقد تزايدت التقارير التي تتحدث عن حجم المضايقات التي يواجهها الجمهور الزائر، من اللصوص الى الحد الذي يصعب على المرء أن يتجول ليلاً في شوارع جوهانسبيرغ وغيرها من المدن، فضلاً الكثير من المشكلات في البنى التحتية ووسائل النقل العام والخاص. ومن الواضح، أن أشياء كثيرة لم تتغير في هذه الدولة حتى بعد تنظيمها لبطولة كأس أفريقيا في العام 1996، التي يتذكرها حسين شعبان حكم مساعد كويتي معتزل، بانطباعاته"مضحكة"قائلاً:"كانت قمة في الفوضى. اتذكر انه في إحدى المباريات القوية التي شاركت في إدارتها كنت مشغولاً بمتابعة اللعب من على خط التماس، وكنت أشعر بأن شيئاً أشبه بصوت محرك ضخم يقترب مني تدريجياً وفي الوقت نفسه لم استطع الالتفات خلفي للتعرف عليه او حتى لتفاديه، بسبب إيقاع اللعب السريع. وبعد دقائق سنحت الفرصة فالتفت وكانت المفاجأة أنني وجدت سيارة ضخمة لنقل المهملات كانت تجمع القمامة. كل ذلك كان اثناء المباراة"! بينما قال لي المعلق الشهير مارك غليسون، وهو جنوب أفريقي ابيض البشرة اثناء عملي معه منسق اعلامي في مونديال ألمانيا 2006 انه من الصعب ان تكون هناك كأس عالم ناجحة. الاتحاد الدولي من جهته يود ان يحقق لأفريقيا انجازاً غير مسبوق باستضافتها المونديال، وفي الوقت نفسه يرغب في تغيير ثقافة هذا البلد الشغوف بلعبة الكريكت والرغبي"تنظيمياً"، على اعتبار أن ما تخلفه كأس العالم من خبرات في الكوادر المضيفة يصعب ان يتحصل عليه الأفارقة في اي مكان وفي أي زمان. وفي مناسبة الحديث عن افريقيا، اتذكر موقفاً طريفاً يلازمني كلما تذكرت ان افريقيا ستنظم كأس العالم، رواه لي الياس زكور، وهو لبناني، في جلسة ودية في كوالالمبور، اثناء حضوره أحد احتفالات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. يقول هذا العجوز السبعيني:"كنت احد المنظمين لجولة سانتوس البرازيلي في آسيا وافريقيا في مطلع السبعينات، لكننا واجهنا مشكلة عويصة في إحدى الدول الأفريقية عندما أصيب بيليه بحمى شديدة، جعلته غير قادر على الوقف على قدميه، وهوما جعلنا في موقف لا نحسد عليه، ولم نعرف كيف يمكن ان نعالج الامر. لكننا وجدنا حلاً مقنعاً إذ طلبنا من احد اللاعبين البرازيليين السمر ارتداء القميص رقم عشرة، وكان الأمر كافياً لنجاح المباراة"!. كلمة أخيرة مبروك مقدماً! [email protected] نشر في العدد: 16893 ت.م: 05-07-2009 ص: 26 ط: الرياض