شكل الأسبوع المنصرم منعرجاً هاماً في مسيرة تصفيات آسيا لمونديال"جنوب أفريقيا 2010"، إذ خطفت فيه السعودية الأضواء من المنتخبات العربية، لتحقيقها ما كان عصياً على منتخبات الخليج لعقود، بعد ان حولت تأخرها بهدف امام ايران في استاد آزادي الى فوز تاريخي افضل النتائج كانت التعادل فقط، كما خرجت من الفخ الذي نصبته الإمارات لها في استاد الملك فهد، وقلبت تأخرها بهدفين لهدف الى فوز دراماتيكي 3-2، في مباراة أعادت الى الأذهان مواجهتهما في المكان نفسه في"خليجي 9"في العام 1988، وانتهت بتعادل مثير 2-2 في مباراة عرفت بمباراة زهير بخيت، الذي سجّل هدفين وتسبب في ركلة جزاء، لو سجلت لكتب الفوز للإمارات في تلك المباراة ... وربما في تلك البطولة! في لقاء الأربعاء الماضي، كان هناك إماراتي آخر لعب دور البطولة هو اسماعيل مطر، بصناعته الهدف الاول، وبتسجيله الهدف الرائع يصعب على حارسين اثنين التصدي له! هذان الانتصاران عززا فرص السعودية في بلوغ النهائيات للمرة الخامسة على التوالي، بانتظار ما ستسفر عنه مباراتيها مع الكوريتين الشمالية في الرياضوالجنوبية في سيول. وقد أثبتت السعودية علو كعبها بما تملكه من"فريق"لا يعتمد على العزف المنفرد، وتجاوزت اصعب مرحلة في مسيرة التصفيات، بعد التغيير الذي حدث في الجهاز الفني، الذي فقد فيه ناصر الجوهر وظيفته لصالح البرتغالي جوزيه بيسيرو. السعودية التي عودتنا دائماً على إحلال المدرب الوطني مكان الأجنبي أثناء البطولات، كلما تأزمت مواقفها كما حدث في العام 1984 بين ماريو زاغالو وخليل الزياني، وفي العام 1993 بين جوزيه كندينيو ومحمد الخراشي، وفي العام 2000 بين ميلان ماتشالا وناصر الجوهر، فاجأت الجميع فحل الاجنبي مكان الوطني هذه المرة، وكان تغييراً أحدث نقلة معنوية، وأعطى الفريق شكلاً آخر مكّنه من النهوض من كبواته المتلاحقة في تصفيات المونديال. وحتماً، فإن تعثر السعودية في أية من المباراتين المقبلتين، ستتلقفه بدفء ملاحقتها المباشرة ايران، في حين ان الفوز بهما، سيقلع بالسعودية نحو"جنوب افريقيا"بالتذكرة المباشرة. في المجموعة الأخرى، بات مؤكداً ان تأهل استراليا واليابان مسألة وقت فقط، في المقابل تبدو فرصة البحرين في متناول اليد للتأهل الى المحلق الآسيوي، ومن الواضح ان الاستراليين يولون المونديال اهمية كبرى على حساب كأس آسيا، حتى ان مدربهم في الأخيرة ليس هو المدرب في الاولى، ولذلك كان يمكن للاستراليين ان يكونوا أول المتأهلين في العالم الى"جنوب أفريقيا 2010"، لو تعادلت البحرين وقطر! وبلغة اكثر وضوحاً، حققت استراليا اهم اهدافها من انضمامها الى القارة الآسيوية، فها هي ستكون اول المتأهلين للمونديال تحتاج إلى نقطة واحدة فقط، بعد ان تعودت ان تنافس على المقعد الأخير في محاولة يائسة في الملحق القاري مع احد منتخبات اميركا الجنوبية. وفي مناسبة الحديث عن كأس العالم، كنت تطرقت في 3 فبراير 2008، قبيل انطلاق التصفيات الآسيوية، عن حظوظ العرب في بلوغ النهائيات، وحذرت من فشل ذريع لعرب آسيا، بعد غيابهم غير المسبوق عن اولمبياد بكين 2008، وهي للمرة الاولى منذ اولمبياد مونتريال 1976، وحتى الاسبوع الماضي، كانت كل المؤشرات تدل على صدق التوقعات، لكن قيمة اللاعب السعودي تجلت وكانت في الموعد... كلمة أخيرة يا له من أسبوع حاسم للسعودية. [email protected] نشر في العدد: 16802 ت.م: 05-04-2009 ص: 30 ط: الرياض