ينطلق اليوم العرس الكروي العالمي على أنغام الموسيقى الأفريقية، إذ تحتفل «القارة السمراء» بتنظيم نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها. ويحتضن ملعب سوكر سيتي الذي تم تجديده حفلة الافتتاح التي سيحضرها الرئيس السابق نيلسون مانديلا (90 عاماً) الذي احتفل في الملعب ذاته مع أبناء وطنه بتحريره من السجن العام 1990. وبدا جلياً أن «الأفارقة» كانوا تواقين لنيل هذا الشرف وأن مخاوفهم كانت كبيرة لدرجة أن مسؤولاً محلياً بارزاً قال لحظة وصول المنتخب البرازيلي إلى جنوب أفريقيا: «الآن فقط أشعر أن المونديال سيقام هنا». وتقام اليوم مباراتان، الأولى بين أصحاب الضيافة «بافانا بافانا» ونظيرهم المكسيكي، فيما تقام المباراة الثانية بين أوروغواي وفرنسا. ويحظى منتخب جنوب أفريقيا بتأييد كبير من مشجعيه الذي جاب عشرات الآلاف منهم أمس شوارع جوهانسبيرغ والمدن الأخرى مرتدين قمصان المنتخب الصفراء ورافعين العلم الجنوب أفريقي، فيما شهدت ساحة نيلسون مانديلا احتفالات صاخبة حتى ساعات الصباح الأولى. وفضلاً عن الدعم الجماهيري، زار رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما معسكر منتخب بلاده، وقال للاعبين: «كأس العالم جاءت إلى أفريقيا للمرة الأولى، ويجب أن نحافظ عليها هنا، كلنا نقف خلفكم وندعمكم». وتماهى الاتحاد الدولي لكرة القدم مع الأجواء الاحتفالية السمراء لدرجة أن رئيس «الفيفا» جوزيف سيب بلاتر رفض منع استخدام آلة النفخ المحلية الشهيرة ب «فوفازيلا»، معتبراً إياها جزءاً من الثقافة الكروية الأفريقية، وكانت الآلة واجهت معارضات عدة، نظراً الى صوتها العالي وما تسببه من إزعاج. وستشهد المباراة حضوراً سياسياً رفيع المستوى، إذ يتقدم الحضور مانديلا وزوما والرئيس المكسيكي فيلبي كالديرون إلى جوار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبلاتر وشخصيات بارزة أخرى. ولم تمر إقامة المونديال في أراضي «المحررين» من دون استغلال، إذ أشار قائد المنتخب الكاميروني صامويل ايتو إلى أنه يتمنى أن تسهم كأس العالم في الحد من العنصرية في الملاعب الأوروبية، إذ سبق له أن تعرض لمضايقات جماهيرية في مباريات سابقة قلد فيها المشجعون صوت القردة. ولمح أيتو إلى ما يمكن أن تحدثه حظوظ أفريقيا في إحراز اللقب، متسائلاً بخبث: «هل العالم مستعد لمشاهدة منتخب أفريقي يفوز باللقب».