انتهى العرس الديموقراطي في لبنان بفوز البلد قبل كل شيء، وفوز فريق الرابع عشر من آذار في انتخابات برلمانية نزيهة. جميع الأطراف فازت في لبنان، فعندما تحتكم الأطراف للعملية الديموقراطية، وتسير هذه العملية كما كان مخططاً لها، يكون الجميع قد فاز. للانتخابات اللبنانية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الشرق الأوسط دلالات كبيرة في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة: 1- سياسة المحاور والأحلاف، فقد طغت على المنطقة العربية انقسامات حادة، وتحالفات كبيرة، حيث حسمت معظم بلدان المنطقة خياراتها ضمن محورين رئيسين هما محور الاعتدال ومحور الممانعة، وصنفت الدول والنخب السياسية والحركات والأحزاب ووسائل الإعلام، وكل ما هو عربي ومسلم في هذين المحورين، حيث يضم محور الممانعة كلاً من إيران وسورية وحزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، بينما يضم محور الاعتدال كلاً من السعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية. وطغت سياسة المحاور على الانتخابات اللبنانية، في شكل مباشر أو غير مباشر، وحقق تحالف 14 آذار بزعامة تيار المستقبل فوزاً كبيراً، مما يطرح تساؤلاً عن مستقبل محور الممانعة في لبنان في شكل خاص وفي المنطقة في شكل عام. 2- حرب غزة، التي هدفت إلى ضرب سيطرة حركة حماس على القطاع، ضمن سياسة اكبر وأشمل معدة للمنطقة تقودها السياسة الخارجية الأميركية، وتتمثل في تفكيك محور الممانعة بكل الطرق ضمن قاعدة العصا والجزرة، وعلى ما يبدو فشلت سياسة العصا مع حركة حماس في قطاع غزة وجاء الآن دور الجزرة وهو ما لمحناه في خطاب اوباما. 3- خطاب اوباما وقد حمل جديداً، حتى وإن كان في الأسلوب، حيث أننا كعرب لن نتوقع أن يحمل تغييراً جوهرياً في السياسات، لأن المطبخ السياسي الأميركي هو الكونغرس، وليس جامعة القاهرة، وأيضاً يحمل خطاب اوباما ملامح الإستراتيجية الأميركية التي تتجه نحو باكستان وأفغانستان، ومحاربة التطرف هناك ضمن إستراتيجية مكافحة الإرهاب الدولي. 4- الأزمة الاقتصادية العالمية. وهي تشكل تحدياً كبيراً أمام اوباما، حيث يعتبر استقرار منطقة الشرق الأوسط أحد المفاتيح المهمة لتجاوز الأزمة. حسام الدجني - بريد الكتروني