أحيا فلسطينيو مخيم نهر البارد شمال لبنان أمس، دون سواهم من فلسطينيي الشتات والداخل، ذكرى نكبتين:"نكبة 48"و"نكبة نهر البارد". فسكان المخيم أحيوا أمس الذكرى الثانية للمواجهات التي شهدها مخيمهم بين الجيش اللبناني وتنظيم"فتح الاسلام"، وهو لا يزال على حال الدمار على رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها، رافعين المطالب نفسها التي ضمنتها اللجنة الشعبية في المخيم مذكرة أعدتها لزواره الرسميين: مباشرة الإعمار فوراً، إنهاء الحال العسكرية، السماح للعائلات بالعودة الى منطقة البرايمات منطقة فاصلة بين المخيمين القديم والجديد، تولي"أونروا"مسؤولية الإعمار، تأمين الدعم المالي للطلاب، التعويض على المؤسسات التجارية، الاستمرار في إغاثة النازحين وتشكيل لجنة مراقبة مالية لمنع الهدر وإشراك المجتمع المحلي. هكذا يمكن اختصار المطالب، لكن"المعاناة"التي لا يزال يعيشها السكان داخل ما يصلح للسكن من مبان في المخيم القديم والجديد وفي"بركسات"مساكن حديد،"لا يمكن اختصارها وهي تزداد يوماً بعد يوم... لذا نحن ذاهبون إلى تصعيد التحرك"، بحسب المسؤولة في لجان نسائية في نهر البارد منى واكد. وتقول واكد في اتصال مع"الحياة"، إن سكان المخيم واللجان الشعبية نفذوا اعتصاماً في"شارع داخل المخيم سميناه شارع غزة بعد الحرب عليها، رافعين مطالبنا إياها خصوصاً أن لا شيء تغيّر ولم يبن حجر واحد في المخيم". وكانت الدولة اللبنانية بالتعاون مع سفراء أجانب ومنظمات أهلية أقامت قبل نحو 3 أشهر، احتفالاً داخل المخيم وضعت خلاله الحجر الأساس للبدء بإعادة البناء، لكن واكد تقول ساخرة:"ربما سرق أو قد يصبح مزاراً". وتضيف:"لم يبنوا شيئاً. أمضينا عامين نسمع كلاماً من قبيل"اعادة الاعمار تبدأ قريباً... قريباً، لكن كله كلام ولم نعد نصدق شيئاً حتى نرى بأعيننا. اختلقوا مشكلات عدة، تارة موضوع المخطط التوجيهي وطوراً الاستملاكات واخيراً ادعوا أن هناك آثاراً... كلها حجج تؤخر اعادة الإعمار بينما الناس يعانون كثيراً اكان في داخل المخيم حيث يعيشون وكأنهم محاصرون لأن الدخول والخروج ممنوع إلا لمن لديه اذن من الجيش، أم خارجه حيث لا يزال هناك نحو ألفي عائلة مهجّرة في مخيمات أخرى". وهذا ما يؤكد شكوك سكان المخيم الذين رأوا ان تنادي عشرات السياسيين والديبلوماسيين الى مخيمهم يوم وضح الحجر الأساس، بما يشبه تظاهرة لبنانية - فلسطينية - دولية،"اعلامي فقط"، وعبّروا حينها عن مخاوفهم من استمرار تأخر البدء بعملية البناء. ويقول احد أبناء المخيم الدكتور لطفي الحاج أحمد في اتصال مع"الحياة":"لا يزال الناس يشككون في كل التوجهات تجاه نهر البارد. لم يعودوا يصدقون شيئاً. المخيم القديم أصبح أرضاً مجروفة تماماً ومنذ شهرين يردمون البحر ببقايا انشاءاته بعدما سحب منها الحديد، لكن لم يضعوا سنتمتراً مكعباً واحداً من الاسمنت. لم تتم اعادة اعمار في الجزء الجديد. لم يعوض على أحد من التجار او الاهالي، لا في القديم ولا الجديد. ولم تسلم الاحياء الجديدة لأهلها ولا يزال الجيش يحرسها بانتباه ما بعده انتباه. سلمت مناطق قليلة جداً فقط". ويضيف:"سمعنا ونسمع وعوداً كثيرة لكن لو كان هناك صدق لرفعت الحال العسكرية عن المخيم وتوقفت التصاريح وسمح للبنانيين بالدخول علماً أن هناك 385 حالة مصاهرة. لماذا لم يعوض للتجار؟ لو ارادوا اعمار نهر البارد لكان برنامج"انروا"الذي كان يعرف ب"العثر الشديد"كافياً". ويتابع:"لم ترم قشة على جندي لبناني في البارد منذ انتهاء الحرب، فلماذا استمرار هذه الحال؟ ناهيك عن موضوع الموقوفين الفلسطينيين الذي لن يجدوا من ينصفهم، هل هذه"معيشة"وعدل؟ حسبنا الله ونعم الوكيل". نشر في العدد: 16848 ت.م: 21-05-2009 ص: 12 ط: الرياض