أحيا الفلسطينيون في لبنان أمس، الذكرى الأولى لأحداث مخيم نهر البارد، باعتصامات عمت كل المخيمات الفلسطينية وحملت عنواناً واحداً:"العودة وإعادة الإعمار"، فيما أبلغ مسؤول في المخيم"الحياة"أن مطلب الذين عادوا إليه هو خصوصاً"إلغاء التصاريح والسماح للجوار اللبناني بالدخول إلى المخيم". وبينما كانت الاعتصامات في معظم المخيمات حاشدة، بقيت المشاركة في الاعتصام في داخل نهر البارد، الذي كان مقرراً العاشرة صباح أمس، محدودة. لكن، عند الواحدة بعد الظهر، انطلق التلامذة والطلاب في تظاهرة"عفوية"جابت أرجاء المخيم الجديد ولم تستطع دخول المخيم القديم، مطالبة ب"إنصاف سكان المخيم من كل ما جرى"، على ما قال ل"الحياة"في اتصال هاتفي، أمين سر اللجنة الشعبية في نهر البارد الدكتور لطفي الحاج أحمد المقيم في المخيم. وأضاف:"بعد أشهر من انتهاء المعارك في المخيم، لا يمكننا وصفه إلا ب"المعتقل الكبير". ثلث سكانه أقل من 3 آلاف عادوا إلى القسم الجديد منه، وكل الوعود بالعودة وإعادة الإعمار لم ينفذ منها شيء بعد، لكن إلى الآن لا نتمتع بحرية العودة. لا يمكن أحداً أن يدخل المخيم من غير حملة التصاريح. المطلب الملح هو إلغاؤها وفتح المخيم على جواره اللبناني من أجل تمكين الناس من العيش وتوفير فرص عمل". وعن الأسباب التي تحول دون ذلك قال:"لا تزال، بحسب الاجتماعات بين لجنة الطوارئ الفلسطينية وقيادة منطقة الشمال في الجيش اللبناني، أسباباً أمنية. هذه الأمور كان في امكان الناس تفهمها في الفترة الأولى بعد بدء العودة لكن ليس بعد مضي سنة، علماً أن هناك قراراً فلسطينياً كاملاً بعدم إدخال السلاح إلى المخيم. الناس هنا يقدرون الوضع الداخلي اللبناني والمشكلات السياسية، وهم مستعدون للخضوع للتفتيش لدى الدخول والخروج لكن استمرار عزل المخيم أصبح يشكل مشكلة معيشية". وعن إعادة الإعمار قال الحاج أحمد:"إعمار المخيم القديم الذي لا يزال ممنوعاً على العائدين، يحتاج إلى استملاك الحكومة اللبنانية أراضي وتسليمها إلى"أونروا"وهذا الأمر لم يحصل حتى الآن، ناهيك بتأجيل مؤتمر الدول المانحة مراراً وحدد له موعد في 26 حزيران يونيو المقبل في فيينا. أما الجزء الجديد من المخيم فيحتاج إلى عمل كبير ومن استطاع أن يرمم فمن"اللحم الحي"، إضافة إلى إقامة نحو 260 عائلة في منازل موقته غير معدة جيداً للحر والبرد". وكان أهالي مخيمات بيروت وصور والشمال، واللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية وأهالي نهر البارد، نفذوا اعتصامات، أمام مكاتب"أونروا"، ألقيت خلالها كلمات طالبت ب"عودة الأهالي إلى المخيم وإعادة إعماره وعودة اللاجئين". وسلم ممثلو اللجان الشعبية مذكرة إلى مكاتب"أونروا"طالبت ب"الإسراع في تسهيل دخول مواد الإعمار وإزالة الركام وتسهيل عملية التنقل وحرية الأهالي من المخيم وإليه، وتشكيل لجنة فلسطينية خاصة بالمخيم لمتابعة قضاياه"، مؤكدة"حرص الفلسطينيين وأبناء مخيم نهر البارد على أمن لبنان واستقراره وتمسكهم بحقهم في العودة ورفضهم مشاريع التوطين والتهجير". وأصدرت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية بياناً، أكدت فيه"اصرار قيادة الطوارئ الفلسطينية في لبنان ? وهي تمثل أول إطار فلسطيني موحد- على إعادة إعمار مخيم نهر البارد والعودة إليه، باعتباره أحد المخيمات التي تتمثل فيها حالة اللجوء الفلسطيني المتصلة بدورها بحق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم، وبحقهم أيضاً في التمتع بالعيش الكريم، وبالضمانات الكافية التي تمنع تعرضهم لمزيد من التهجير والتشتيت". وشددت على"مسؤولية المجتمع الدولي ممثلاً ب"أونروا"والجهات الدولية المانحة في إعادة إعمار المخيم وتعويض أهله"، وعلى"مسؤولية الحكومة اللبنانية في تسريع إعادة إعمار المخيم". وطالبت الجيش اللبناني ب"اتخاذ المزيد من الاجراءات التي تسهم في استعادة مظاهر الحياة المدنية في المخيم". واعتبرت قيادة الطوارئ أن"من واجب كل الفلسطينيين استخلاص العبر من درس البارد وفي مقدمها غياب وحدة الموقف الفلسطيني الذي كان من أهم الأسباب التي سمحت بضياع المخيم"، آملة ب"نجاح تجربتها وتطويرها والارتقاء بها نحو أفضل أشكال العمل الفلسطيني الموحد، لخدمة المصالح العليا للشعب الفلسطيني في لبنان، وتحصين المخيمات وحمايتها من الخروق، لمنع تكرار تجربة نهر البارد ولمواصلة النضال حتى العودة الى ديارنا وممتلكاتنا في أرض فلسطين".