لم أشأ أن أكتب عن فوزي الثلاثاء الماضي بجائزة الصحافة العربية، المقدمة من نادي دبي للصحافة، إلا بعد أن أدركت أن تلك اللحظة التي استلمت فيها الجائزة هي حتماً الأكثر بريقاً ولمعاناً في مسيرة كل صحافي، وهي تستحق مني أن أستذكر بعض المحطات في مشواري القصير. وبداية، أهدي هذه الجائزة لكل الكويتيين عامة، والعاملين في الحقل الإعلامي خاصة، وأنا على يقين من أن هناك من الزملاء من هو جدير بها مستقبلاً، وأدعوهم للنهوض بمسوؤلياتهم في"نقل الحقيقة"إلى المتلقي، والاستفادة من فضاء الحرية الذي خلقه الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأناشدهم التمسك بأهم قاعدة في العمل الصحافي:"الفصل بين نقل الحدث وإبداء الرأي فيه"، وأذكرهم بشرف هذه المهنة ومرتبتها، التي قال فيها الرئيس الأميركي الثالث توماس جيفرسون أحد مؤسسي الدستور الأميركي:"لو خيرت بين حكومة تحكم شعب، وبين صحافة تحكم شعب، لاخترت الثانية". وأجد لزاماً علي أن أشكر رئيس تحرير"النهار"الزميل عماد بوخمسين، على تشجيعه لي ووقوفه سداً منيعاً في وجه الكثير من الضغوط التي مورست علينا في الفترة الماضية، كما أتشرف أن أكون من كتاب"الحياة"، وأشعر أنني مدين بالكثير للزميلين عدنان يوسف نائب رئيس القسم وحافظ ضاحي، لأنهما لعبا دوراً في"تهذيب"بعض"العبارات القاسية"الواردة في العمل الفائز بالجائزة ملحق 600 ليلة وليلة، وأذكر أن النقاش في إحدى المرات وصل إلى حد"النزاع"، حتى أن الأيام القليلة التي سبقت موعد النشر 12 أكتوبر 2008، شهدت جدلاً طويلاً بيننا حول أحد العناوين، وكان وجه الاختلاف يتمثل في تفضيل حرف"جر"على آخر... نعم حرف"جر"!. ولن تصدقوا لو قلت لكم أنني قرأت الملحق قبل نشره حرفاً حرفاً وفاصلة فاصلة أكثر من 20 مرة، ليكون عملاً أقرب ما يكون الى المصداقية والمهنية والموضوعية... كنت أحلم بعمل صحافي خالد، وعلى مدار أكثر من شهر قبل موعد النشر، كنت أتمتم مع نفسي صباح كل يوم وأنا أراجع محتوى الملحق في مقهى صغير في"مجمع الكوت"، قائلاً:"هذا هو عمل العمر"!. وبحسب قول المسوؤلين والمحكمين، استفاد النادي من التجارب السابقة، فازدادت سماكة السرية، وارتفع سقف المصداقية، إلى الحد الذي لم أعرف فيه بالنتيجة إلا قبل ساعة واحدة من وصول راعي الحفل الشيخ محمد بن راشد المكتوم. وما يزيدني فخراً ويعرفني بالقيمة الرفيعة للجائزة هو كوني أول كويتي يتحصّل عليها في مسابقة"تنافسية"، وأول خليجي يفوز بها لفئة الصحافة الرياضية. وبشيء من التقدير والإجلال، أنتهز هذه الفرصة في استذكار رجل أدين له بالكثير منذ أن بدأت عملي في بلاط صاحبة الجلالة في يناير 1992، وهو الزميل الراحل أسامة صبري، الرئيس الأسبق للقسم الرياضي في"الأنباء"، الذي أغمض إغماضته الأخيرة قبل 4 سنوات. كلمة أخيرة شكراً للجميع. [email protected] نشر في العدد: 16844 ت.م: 17-05-2009 ص: 36 ط: الرياض