أغمض عضو اتحاد القدم السعودي ورئيس مجلس إدارة نادي النخيل سياف المعاوي أمس الأول إغماضته الأخيرة، شاغرا برحيله موقعا مهما في رياضتنا المحلية بشكل عام وناديه النخيل على وجه الخصوص، وطاويا في الوقت نفسه صفحة بيضاء من مشوار حافل لم يتسن له أن يكتب سطره الأخير، وقد قضى إلى بارئه في حادث مروري مروع جنوب المملكة، إذ لم يمهله الموت لإتمام ما عزم عليه إزاء حسم عدة مواضيع وقضايا مختلفة، آخرها زيارته المقررة إلى جدة قبل 48 ساعة من رحيله لتفقد أحوال نادي نجران، فيما كان على موعد مع «عكاظ» لإتمام حوار لم يكتمل بدأت أسئلته عبر الهاتف وآثر إكماله في مقر الصحيفة قبل أن تسبقنا الأقدار إليه. وفيما تعزي «عكاظ» محبيه وذويه والأسرة الرياضية السعودية، تنشر الجزء الذي أجري من الحوار الذي لم يكتب له أن يكتمل من قبيل الأمانة المهنية ولقيمة المضمون الذي حواه، لاسيما فيما يتعلق بأزمة الخلاف بينه وبين عضو مجلس إدارة الاتحاد الدكتور عبداللطيف بخاري، فإلى التفاصيل: قضيتك مع الدكتور عبداللطيف بخاري ظلت حديث الوسط الرياضي، أما من نهاية لفصول هذا الخلاف؟ أؤكد لك أنني لا أحمل في قلبي تجاه الدكتور إلا المحبة والتقدير، هناك اختلاف ظاهر بيننا، ويعلم به الجميع فيما يتعلق بالطرح الذي يقدمه الدكتور تجاه الزملاء في المجلس، ويحمل نقدا قاسيا -كما أرى- لكن ذلك لا يقلل من قيمة الدكتور وسلامة أهدافه وصحة نواياه، التي أعرف أنها طيبة وصادقة، لكن الاختلاف في الأسلوب. وماذا عن الشكوى؟ لم تكن شكوى بالمفهوم الذي يتداول، بل رسالة عتب أكثر تنطلق من العلاقة التي تربطني بالدكتور عبداللطيف بخاري، ونهجي في الوسط الرياضي أن أكون على علاقة طيبة بكافة الرياضيين، لهذا فضلت أن لا تكون بين الأعضاء خلافات وتظهر عبر وسائل الإعلام. هل يعني أن الخلاف انتهى فعليا؟ نعم، وكان عتابنا في جزئية معينة، والموضوع انتهى في آخر اجتماع لاتحاد الكرة، بعدما وضح لنا الدكتور وجهة نظره وخرجنا معا دون أن يحمل منا في قلبه أي ضغينة، والتقيته في أكثر من مناسبة، وتحدثنا في أكثر من موضوع وعلاقتنا سمن على عسل، ولا أخفي عليك أنني في وقت سابق تحدثت مع شخصية إعلامية تربطها علاقة قوية بالدكتور في أن نجلس معا بعد نهاية مباراة المنتخبين السعودي والإماراتي، لكن الأمر انتهى قبل ذلك الموعد، وجلسنا كأعضاء نبحث عن مصلحة رياضة الوطن وعلى قلب واحد، وبالمناسبة ما يشجع على الاختلاف معه هي سماحته في قبول الاختلاف، ولديه مبادرات تساعد على المصارحة التي تخدم العمل داخل الاتحاد، وبالإمكان أن تسألوا سعد الأحمري فهو أكثر الأعضاء قربا منه إلى جانب الدكتور عبدالرزاق الذي كان يتواصل معنا لتقريب وجهات النظر، وكنت أقول للجميع لابد أن نزيل كافة الشوائب التي قد تحدث انقسامات بين الأعضاء بسبب التصريحات، وأنا يعلم الله أتمنى السعادة للكل، ولا أحمل في قلبي أي كراهية لأي شخص، ومسامح كل من أخطأ في حقي. تنوي زيارة فريق نجران، هل ذلك يأتي من طبيعة أدوارك في لجنة المسؤولية الاجتماعية؟ أنا عضو في لجنة جائزة الكرة الذهبية، ومن واجبي بصفتي عضو مجلس إدارة الاتحاد أن أقوم بزيارة نجران، والدكتور عبدالرزاق أبو داوود حريص على لمس الجوانب الإنسانية للأندية الرياضية، ربما انشغل لظروفه وسأكون في جدة هذا الأسبوع وسألتقيه أيضا. رئيس نادي نجران هذيل آل شرمة وجه عتبا كبيرا عليكم، ما تعليقكم؟ بكل شفافية له الحق في ذلك، ونعتذر له وأعتقد أن لجنة المسؤولية الاجتماعية لن تقصر في دورها، وسوف تقوم بزيارتهم وتفقد أحوالهم، وسألتقي برئيس مجلس الإدارة هذيل آل شرمة والأعضاء، تقديرا لعتبهم بعدم تفاعلنا معهم كما يجب، ونتمنى أن نوفق في تقديم ما يسهل من نجاحهم. ماذا عن جائزة الكرة الذهبية؟ قريبا جدا سيعلن رئيس لجنة الجائزة الدكتور عبدالرزاق أبو داوود التفاصيل، وذلك خلال الاجتماع المقبل حيث سيتم الإفصاح عن تشكيل لجنة للعام الثاني بعد انسحاب شركة نجوم الملاعب، وسيكون الدكتور عبدالرزاق أبو داوود رئيسا والدكتور خالد المرزوقي نائبا وأنا سأكون الأمين العام للجنة. إلى أي مدى يصل طموحك مع فريق النخيل؟ إلى الوصول إلى دوري المحترفين، طموحاتنا كبيرة والآمال معقودة على جيل من المواهب في أن يقود فريقنا لتحقيق الإنجازات، ولا مستحيل في عالم الكرة. وهنا انتهى حوارنا مع الراحل سياف المعاوي، إذ اقترح إكمال الحوار في مدينة جدة والالتقاء ببعض الزملاء الإعلاميين بينهم الزميل عبدالله فلاتة من جريدة المدينة. سيناريو الوفاة وقع الحادث على الطريق المؤدي إلى بيشة، والقادم من خميس مشيط، إذ فضل المعاوي أن يستقل سيارته مصطحبا مرافقيه عضو مجلس إدارة نادي النخيل عبدالله نعاسة، ومدير المركز الإعلامي قباس الفهد، للعودة سريعا بعد مباراة الفريق ضد فريق جرش، لارتباطه بحجوزات إلى مدينة جدة، حيث كان من المفترض أن يقوم اليوم بزيارة إلى مقر نادي نجران ومؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر، لكنه تعرض على طريق وادي بن هشبل في أحد رفيدة لاصطدام مباشر بسيارة أخرى «وجها لوجه» ليلقى حتفه فورا، وأصيب مرافقاه ومازالا يرقدان على السرير الأبيض، فيما ووري المعاوي الثرى ظهر أمس الخميس.