نفذ الجيش الباكستاني عملية إنزال جوي لجنوده باستخدام مروحيات في بلدة بيوشار شمال اقليم وادي سوات القبلي في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، حيث تتواصل المعارك مع مقاتلي حركة"طالبان"منذ 17 يوماً، ما أسفر بحسب الجيش عن مقتل 751 متشدداً، في مقابل سقوط 24 جندياً. واعتبر هذا الإنزال الجوي الأول للقوات الحكومية في الإقليم منذ بدء المعارك، ما اتاح لها تحقيق"اختراق استراتيجي"، خصوصاً ان بلدة بيوشار الجبلية تخضع منذ سنتين لسيطرة المتشددين الموالين لتنظيم"القاعدة"والذين أنشأوا مركز قيادة فيها، من دون ان ينجح الجيش في طردهم منها. وأوضح الناطق باسم الجيش اللواء أظهر عباس ان الجنود سينفذون عمليات بحث وتدمير في المنطقة التي فر منها المتشددون، فيما تحركت وحدات برية تضم 15 الف جندي، تمهيداً لشن هجوم كبير على عاصمة الإقليم مينغورا والتي يعتقد بأن حوالى 5 آلاف عنصر من"طالبان"يتحصنون فيها. راجع ص 9 ودارت اشتباكات في بلدة تهسيل مايدن، مسقط رأس الملا فضل الله قائد مسلحي حركة"تطبيق الشريعة"والذي وقع والد زوجته الملا صوفي محمد اتفاق سلام مع السلطات في شباط فبراير الماضي، انهار مع بدء العملية العسكرية للجيش. وأدت هذه الاشتباكات الى مقتل 8 متشددين على الأقل. وأيضاً، قصفت مروحيات وطائرات قتالية مواقع"طالبان"في مالام جبا، منتجع التزلج الوحيد في البلاد والذي يبعد 44 كيلومتراً من مينغورا، فيما قتل ثمانية أشخاص على الأقل في غارة جوية شنتها طائرة استطلاع أميركية تعمل من دون طيار على مخابئ ل"طالبان"في منطقة ساراخورا بإقليم جنوب وزيرستان. وقتل خمسة متشددين على الأقل في هجوم شنته طائرة استطلاع أميركية في الإقليم ذاته السبت الماضي، علماً ان عدد الغارات الجوية الأميركية تجاوز الاربعين منذ ايلول سبتمبر الماضي، وهي أدت الى مقتل اكثر من 320 شخصاً. وفيما امتنع وزير الداخلية رحمن مالك عن تحديد إطار زمني للعملية، على رغم تأكيده ان الوضع بات تحت السيطرة في سوات، حمل زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي ايد العمليات العسكرية، الحكومة مسؤولية مساعدة النازحين من سوات، والذين قدرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عددهم بأكثر من نصف مليون، محذرة من مواجهة أزمة نزوح"طويلة الأمد". وتحظى عملية الجيش بتأييد غالبية المواطنين ومعظم الأحزاب، لكن ذلك قد يتغير اذا تفاقمت معاناة النازحين، او قتل كثيرون بلا مبرر، علماً ان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أعلن اول من امس ان مؤتمراً دولياً للمانحين سيعقد في إسلام آباد قريباً.