أعلن الجيش الباكستاني أمس، انه استعاد مدينة مينغورا، الأكبر في إقليم وادي سوات (شمال غربي البلاد)، بعد خمسة أسابيع على بدء المواجهات العسكرية مع مسلحي حركة «طالبان» في المنطقة التي نزح منها اكثر من مليون شخص. لكنه طالب السكان بإرجاء عودتهم إلى منازلهم، في انتظار تأمين سلامتها بالكامل وتأكيد خلوها من ألغام. وأكد الناطق باسم الجيش الجنرال اطهر عباس أن فرقاً طبية وإمدادات غذاء بدأت تصل إلى مينغورا، مشيراً الى إعادة تشغيل إمدادات الغاز، «لكن شبكة الكهرباء ما زالت تحتاج إلى إصلاح، واعتقد بأن استعادة مقومات الحياة اللائقة تتطلب أسبوعين على الأقل». وحدد حصيلة قتلى المعارك في سوات منذ إطلاق الجيش عمليته العسكرية في 26 نيسان (أبريل) الماضي ب 1217 متشدداً و81 جندياً، علماً ان مسلحي الحركة كانوا أعلنوا انسحابهم من داخل المدينة قبل أكثر من أسبوع، وانتقالهم الى قواعد أخرى بعيدة من سوات. وأقر الجيش بأن عدد المسلحين في سوات لم يتجاوز 2500، بعدما كان أعلن وجود 5 آلاف عنصر مع بدء المعارك التي شارك فيها 15 ألف جندي مدعومين بسلاحي المدفعية والجو. وفي ظل تصميم الجيش على إنهاء نفوذ المتشددين في مناطق القبائل، يتوقع ان ترتفع وتيرة المواجهات العسكرية في أماكن أخرى في مالاكند وإقليمجنوب وزيرستان في الأيام المقبلة، خصوصاً ان «طالبان» رفضت أي وساطة قبلية بينها وبين الجيش، وأصرّت على انسحاب الجيش من مناطق القبائل، وإنهاء الغارات الجوية الأميركية فيها. وقتلت القوات الحكومية أمس، قائدين في «طالبان» ببلدة بونير الأقرب الى العاصمة إسلام آباد، ودعت سكان مدينة شربغ التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً من سوات الى مغادرة المنطقة، من اجل تفادي عملية عسكرية ضد المتشددين الذين ما زالوا يسيطرون أيضاً على منطقة بيوشار، معقل الملا فضل الله، قائد مسلحي حركة «تطبيق الشريعة» في سوات. كما منعت خروج آلاف من السكان من جنوب وزيرستان، معقل زعيم الحركة بيعة الله محسود، خشية فرار أنصاره وشنهم هجمات انتحارية في المدن.