إسلام آباد، طهران - الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعلن مسؤول عسكري باكستاني أمس، ان الجيش بات على بعد 16 كيلومتراً من مدينة مينغورا، كبرى مدن إقليم وادي سوات القبلي (شمال غربي)، حيث يواصل الجيش منذ 19 يوماً عملياته العسكرية لإنهاء سيطرة «طالبان» على الاقليم. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان مقاتلي «طالبان» زرعوا ألغاماً وحفروا خنادق في مينغورا التي تضم حوالى 200 الف مدني يقبعون خلف أبواب موصدة. وفي ظل أنباء عن هجوم عسكري وشيك، تفقد قائد الجيش الجنرال اشفق كياني الجبهة للمرة الأولى منذ بدء المعارك. وظهرت مؤشرات الى محاولة المتشددين نقل الهجمات الى أماكن أخرى قبلية، بعدما كمن بعضهم لقافلة تابعة للجيش في إقليم شمال وزيرستان، حيث قتل جنديان ومسلح. وتحدث الجيش عن قتال عنيف في بلدة بيوشار الجبلية شمال سوات، معقل قائد مسلحي حركة «تطبيق الشريعة» الملا فضل الله، حيث سجل سقوط 54 مسلحاً و9 جنود في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ما رفع حصيلة قتلى المعارك منذ 26 نيسان (ابريل) الماضي الى 816 قتيلاً في صفوف المسلحين في مقابل 42 جندياً. واستطاعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دخول بلدة بونير للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك، من اجل تأمين أدوية ومعدات جراحية. وقال بارت جانسينس المنسق الصحي للجنة في باكستان: «لا توجد كهرباء او مياه شرب. معظم المتاجر مغلق، والسلع في السوق قليلة جداً، والسكان يغادرون المنطقة بسرعة». وأعلن انتونيو غوتيريس، رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ان عدد النازحين من سوات بلغ 834 الفاً، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي تخصيص مساعدة مقدارها 5.5 مليون يورو لتلبية الاحتياجات الملحة للنازحين، واستعداده لزيادة المساعدة «في حال الضرورة». في لندن، صرح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن بلاده طلبت من واشنطن امتلاك طائرات استطلاع أميركية تعمل من دون طيار، كالتي يستخدمها الجيش الأميركي منذ آب (أغسطس) الماضي لقصف مناطق القبائل الباكستانية، ما أدى الى مقتل 360 شخصاً في 37 غارة على الأقل. وقال زرداري: «لا تؤمن الديموقراطية بأنصاف الحلول. طلبنا امتلاك هذه الطائرات، ونتفاوض مع الولاياتالمتحدة على الشروط». وتصر إسلام آباد على ان الغارات الأميركية تنتهك سيادة الأراضي الباكستانية، وتعمق الاستياء الشعبي. وأفادت وسائل إعلام أميركية أمس، بأن الجيش الأميركي نفذ «خطوة تعتبر سابقة» تمثلت في إطلاع باكستان على بيانات استطلاعات جمعتها طائرات تجسس خلال تحليقها فوق الحدود الباكستانية - الأفغانية. لكن الجيش الباكستاني نفى الأمر، علماً ان مسؤولين في الاستخبارات الأميركية يعارضون تنفيذ عمليات مشتركة مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي اتهموها باطلاع المتمردين على معلومات نقلت إليها قبل سنوات، عن هجمات مقررة باستخدام طائرات استطلاع. وقال مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس: «لا نريد ان نغامر بأهداف تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة. جرّبنا المشاركة في الماضي ولم تنجح، هذه حقائق لا يمكن تجاهلها». وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الباكستاني، أمل رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بحسم الوضع في سوات خلال يومين او ثلاثة، مؤكداً ان الجيش يقاتل هناك «لضمان مستقبل افضل لباكستان». وفي إيران، حذر وزير الخارجية منوشهر متقي من توسع رقعة انعدام الأمن الى خارج باكستانوأفغانستان، وقال: «إذا لم يُستأصل انعدام الأمن جذرياً في أفغانستانوباكستان سينتشر شرقاً وغرباً». ووصف متقي، خلال استقباله رئيس حكومة اقليم البنجاب في باكستان شهباز شريف، العلاقات بين إيرانوباكستان بأنها «شاملة»، داعياً الى تنمية التعاون الاقتصادي بينهما.