إسلام آباد، واشنطن، باريس - «الحياة»، أ ب، أ ف ب، رويترز - أكد الجيش الباكستاني جاهزية جنوده لخوض حرب شوارع في مدينة مينغورا، كبرى مدن إقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب) حيث يشن منذ 26 نيسان (ابريل) الماضي، حملة ضد مقاتلي حركة «طالبان»، اثر انهيار اتفاق سلام وقعه المسلحون مع السلطات في شباط (فبراير). وتقدمت القوات الحكومية مسافة ستة كيلومترات من مينغورا، ما دفع القيادة العسكرية الى مناشدة المدنيين الذين ما زالوا عالقين في المدينة ويقدر عددهم بحوالى 200 ألف، الرحيل، عبر رسائل إذاعية بثتها ليلاً، قبل ان ترفع حظر التجول ثماني ساعات في المدينة صباحاً. في الوقت ذاته منحت أذونات مرور خاصة لنحو 150 باصاً من اجل نقل آلاف المغادرين. لكن السلطات أعلنت لاحقاً، ان مقاتلي «طالبان» يحلقون لحاهم للخروج مع النازحين من سوات، وناشدت المدنيين المساعدة في كشف المتشددين الساعين الى الفرار. وركز الجيش عملياته أمس، على مخابئ «طالبان» في منطقة بيوشار الجبلية، معقل الملا فضل الله زعيم مقاتلي حركة «تطبيق الشريعة» في سوات. وأعلن مقتل 55 متشدداً وثلاثة جنود في الساعات ال24 الماضية، ما رفع حصيلة القتلى، بحسب الجيش، الى 925 متشدداً و48 جندياً. أما الناطق باسم «طالبان» مسلم خان فصرح بأن مسلحي الحركة قتلوا 37 جندياً على الأقل منذ الأربعاء، في حين لم يسقط إلا ثلاثة مسلحين في صفوفها. في غضون ذلك، أكد رئيس أركان الجيش الأميركي الأميرال مايك مولن، في شهادة أمام لجنة الأجهزة العسكرية في مجلس النواب، ان إسلام آباد طلبت من واشنطن مساعدتها في مهمات مراقبة باستخدام طائرات استطلاع أميركية تعمل من دون طيار. وقال: «دعمنا هذا الطلب، قبل ان يتوقف الشهر الماضي»، علماً ان الجيش وجهاز الاستخبارات في باكستان منقسمان حول دور واشنطن. وضغط المسؤولون الباكستانيون للسيطرة على تحركات الطائرات بلا طيار، فيما أقر الرئيس آصف علي زرداري الأربعاء الماضي بأن باكستان طلبت «التحكم» بتلك الطائرات التي تشن غارات، وهو ما تعارضه الولاياتالمتحدة التي أبدت استعدادها فقط لمشاركتها في معلومات تجمعها بفضل التكنولوجيا. وأكد مولن ان الولاياتالمتحدة ضاعفت جهودها في مساعدة باكستان لمواجهة ناشطي «طالبان» عبر التركيز على صيانة مروحيات وتأمين مناظير ليلية ومن خلال التدريب. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد لقائه زرداري في باريس، ان بلاده ستقدم 12 مليون يورو لمساعدة النازحين من سوات. ووافق ساركوزي على نقل تكنولوجيا نووية مدنية الى باكستان.