لا تسمح لتصور معين بأن يتملكك قبل زيارتك لقناة «الإخبارية» السعودية فالفضائية الشابة تشهد تطوراً مستمراً يقف عليه عرّاب التطوير ومدير القناة مجرّي القحطاني ما يمنح زائر القناة ومتابعها انطباعاً بقدرتها الدائمة على المنافسة على رغم أنه لم يمض على انطلاقها أكثر من 8 أعوام وهي المدة القصيرة في عمر الفضائيات الإخبارية المتخصصة. الزيارات المختلفة التي قام بها القحطاني لعدد من القنوات العالمية والعربية المتخصصة أسهمت في دفع عجلة التطور في «الإخبارية» بحسب حديث القحطاني ل «الحياة»، إذ يرى مدير القناة بأنهم باتوا اليوم قادرين على توفير البيئة المناسبة لمنسوبي القناة والتي تمنحهم فرص الإبداع والبروز وبالتالي الوصول ب «الإخبارية» إلى المكانة التي تليق بالسعودية، مؤكداً على أن «90 في المئة من العاملين في القناة من الشباب السعودي، والذين كانوا يعملون في بيئة عمل صعبة في الفترة الماضية، ونجحنا في تحويلها إلى بيئة احترافية، تمنح المبدع فرصة إبراز قدراته، وبالتالي يتلمس نتاج هذا الإبداع على الشاشة، فالمشاهد لا يريد إلا شاشة منافسة تنقله إلى قلب الحدث». وبالنسبة للقحطاني تأتي مشكلة استقطاب القنوات المنافسة لكوادر «الإخبارية» على رأس قائمة معاناتهم كإداريين، وهي المشكلة التي يرجعها «للعوائق المالية» خصوصاً وأن الإعلام –على حد وصفه- هو فن الإمكانية، إذ لا تتوقف مصروفاته عند حد معين، مضيفاً: «كوادرنا انطلقت إلى كل قنوات العالم العربي وحتى وصلوا إلى «الجزيرة» و «العربية». وعلى رغم المخاوف من استقطاب الكوادر الشابة إلا أن القحطاني خفف من أثر مشكلة تأخر مكافآت المتعاونين مؤكداً بأن «الوزير حريص على إنهاء موضوع تأخر مكافآت المتعاونين، إذ تمت تسوية أوضاع الكثير منهم وثُبتوا بعقود رسمية، وهنا تُشكر وزارة المالية على تعاونها، لكن مسألة المتعاونين الباقيين تأتي في قضية العمل الإضافي فقط وليس الأجر اليومي، وحتى هؤلاء لا يزيد تأخر مستحقاتهم على شهرين فقط لإجراءات روتينية، ونتمنى أن تختفي هذه المشكلة وتُسلم المستحقات نهاية الشهر عن طريق الدفع الالكتروني عبر نظام سداد». ويرى القحطاني بأن السعودية تستحق أن يكون لها قناة متخصصة تهتم بشأنها المحلي أولاً، من خلالها يجد المواطن كل ما يتعلق بوطنه بشكل مميز عن ذلك الذي تقدمه القنوات المنافسة، إذ ان واجب «الإخبارية» يحتم عليها دائماً التميز في تغطية الحدث المحلي «المجال يتسع للجميع ولكن تظل المملكة هي ساحتنا ولا نسمح لأحد أن ينافسنا فيها، ونحن سعداء بقناة «العرب» التي تضيف للإعلام العربي عبر المملكة، وفي الأخير هي رسالة سعودية متكاملة، لكن نركز نحن في «الإخبارية» على رمز «عين على الوطن» من دون أن نغفل الشأن العربي والدولي». ولكل قناة إخبارية لحظات تفوق وسبق تصنع تميزها وتحدد موقعها بين القنوات المختلفة، وهي المعادلة التي لا تقف على نتيجة واحدة إذ تتغير بحسب الأحداث التي تعيشها المنطقة بحسب ما يراه مدير قناة «الإخبارية» لذلك يؤكد بأن دخول عدد كبير من الفضائيات على خط المنافسة كان مفيداً لهم في نواح ومضر في أخرى «في زمن انطلاق القناة قبل ثماني سنوات كان المنافسون محدودين والآن آلاف القنوات تنافسنا نستفيد من هذه المنافسة ولكنها في النهاية تقتسم معنا حصص المتابعة بطبيعة الحال»، متذكراً لحظات تميزٍ لقناته «تغطية القناة لجرائهم الإرهاب أعطتنا وهجاً، لكننا وبعد زوال هذه الغمة بفضل الله ما زلنا ننافس ونبحث عن التميز، وبشكل عام القنوات الإخبارية لا تكون في الذروة لأن المشاهد لا يتابعها طوال الوقت»، معترضاً على البحوث المتعلقة بنسب المشاهدة لأن لها أبعاداً أخرى –على حد قوله-، وعلاقات تفقد هذه الدراسات قيمتها الحيادية.