استدعت البحرية الأميركية أمس عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالية أف بي آي للمساعدة في الجهود التي تُبذل لإنقاذ قبطان سفينة شحن يحتجزه رهينة في المحيط الهندي قراصنة كانوا سيطروا لفترة وجيزة أول من أمس على سفينته قابلة سواحل الصومال. وطالبت شركة الشحن"مايرسك"بالإفراج عن القبطان ريتشارد فيليبس وقالت إن الأولوية هي لضمان سلامته. وأوضح الناطق باسم ال"أف بي آي"ريتشارد كولكو أن مكتب التحقيقات الفيديرالي يشارك"في شكل كامل"مع القيادة العسكرية الأميركية في إعداد استراتيجيات ملائمة للمفاوضات مع القراصنة بهدف إنقاذ القبطان وتأمين سلامة السفينة"مايرسك ألاباما"وطاقمها المؤلف من 20 أميركياً بعدما نجح هؤلاء قبل يومين في استعادة السيطرة عليها من القراصنة. وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية السفينة الحربية"يو أس أس بينبريدج"وطائرات تجسس ومعدات أخرى إلى قرب موقع احتجاز القبطان في زورق صغير قرب مكان خطف السفينة"مايرسك ألاباما". وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن الوزارة تسعى إلى حل سلمي لكنها لا تستبعد أي خيار من أجل اطلاق القبطان. وأضاف للصحافيين:"نحاول حل ذلك بأسلوب سلمي". وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن زورق الانقاذ الذي يحتجز فيه القراصنة الصوماليون القبطان الأميركي نفد منه الوقود"في ما يبدو". وقالت كلينتون قبل اجتماع مشترك مع وزيري خارجية ودفاع استراليا وقد وقف إلى جوارها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس:"نتابع ذلك عن كثب". وامتنع الرئيس باراك أوباما عن الاجابة على أسئلة الصحافيين أمس عن أزمة القبطان المخطوف قبالة سواحل الصومال. ويبلغ القبطان فيليبس 55 عاماً وهو من منطقة أندروود في ولاية فيرمونت وله ابنان. وقالت عائلته إنه هو من عرض نفسه على القراصنة كي يأخذوه رهينة في مقابل عدم إيذاء طاقم سفينته. وكان طاقم السفينة تمرّد على الخاطفين ما اضطرهم إلى الفرار من على متنها في زورق نجاة وأخذوا معهم فيليبس لضمان سلامتهم على ما يبدو. وأفادت شركة"مايرسك"ان القبطان فيليبس كان أمس ما زال محتجزاً لدى القراصنة لكنه بخير. وقال كيفن سبيرز الناطق باسم"مايرسك لاين ليميتد"الفرع الأميركي لشركة"مايرسك"الدنماركية التي تملك السفينة خلال مؤتمر صحافي إن"الاتصالات الاخيرة مع السفينة أشارت إلى أن القبطان لا يزال محتجزاً، لكنه بخير حتى الآن". وأكدت"مايرسك لاين لمتد"التي مقرها في نورفولك في فرجينيا ان القراصنة احتجزوا القبطان ثم غادروا السفينة على متن قارب نجاة. وأضاف سبيرز:"خلال الليل، ظل الوضع على ما هو عليه. فأفراد الطاقم، باستثناء القبطان، هم في أمان على متن السفينة ويسيطرون عليها". وقال:"إننا في اتصال دائم مع السفينة". وقال والد الرجل الثاني في قيادة السفينة"مايرسك الاباما"إنها تتجه حالياً إلى ميناء مومباسا في كينيا، وعلى متنها 18 حارساً مسلحاً. وقال القبطان جو ميرفي لشبكة تلفزيون"سي.ان.ان"إن الشركة المشغّلة للسفينة هي التي أبلغته بهذه المعلومات، وان أمام السفينة حوالي"50 ساعة من الابحار"قبل أن تصل الى مومباسا. في غضون ذلك، أعلن قائد مجموعة قراصنة صوماليين لوكالة"فرانس برس"أنه على استعداد"لمؤازرة زملائه"الذين يحتجزون قبطان"مايرسك ألاباما". وقال عبدي جراد قائد مجموعة قراصنة مقرهم في بلدة ايل 800 كلم شمال شرقي مقديشو في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية:"اننا نفكر في مؤازرة زملائنا الذين قالوا لنا إن سفينة حربية قريبة منهم، وآمل أن تجد هذه القضية تسوية لها قريباً سواء بالقوة أو عبر التفاوض". وتابع:"انهم تحت مراقبة دقيقة من سفينة حربية واعتقد انه سيكون من الصعب علينا الوصول الى المنطقة سريعاً، لكننا نقوم بآخر الاستعدادات"، مضيفاً:"سنقوم بكل ما في وسعنا لانقاذ اصدقائنا". وأشار مشايخ قبائل ايل وسكان إلى تحركات يقوم بها القراصنة في البلدة. وقال أحد هؤلاء المشايخ علي دوالي محمد لوكالة"فرانس برس":"لا نعرف ما إذا كانوا سيؤازرون زملاءهم، لكننا شاهدنا الكثير من القراصنة يصلون الى الشاطئ"من البلدات المجاورة.