اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر رسميا امس انه سيزور الاراضي المقدسه في الفترة ما بين الثامن والخامس عشر من ايار مايو المقبل، في رحلة"حج"سيصلي خلالها من اجل"الوحدة والسلام في الشرق الاوسط". وكان البابا تحدث عن تحضيرات هذه الرحلة التي ستكون الاولى له الى المنطقة، خلال اجتماعه مع وفد المنظمات اليهودية الاميركية، لكنها المرة الاولى التي يتم فيها تأكيد الرحلة وموعدها. كما يأتي الاعلان رسميا عن هذه الزيارة بعد اسابيع قليلة على السجال الحاد الذي اندلع اثر رفع البابا حرما كنسيا عن اسقف اصولي نفى حصول محرقة اليهود. وقال البابا خلال صلاة الاحد في الفاتيكان:"من 8 ولغاية 15 أيار، سأقوم برحلة حج الى الاراضي المقدسة لأطلب... النعمة الثمينة، نعمة الوحدة والسلام في الشرق الاوسط والانسانية جمعاء". وفي رام الله في الضفة الغربية، رحب الرئيس محمود عباس ب"الزيارة المهمة للحبر الاعظم الى فلسطين"، وقال في بيان:"ان السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني يرحبان بهذه الزيارة المهمة لقداسة الحبر الاعظم الى الاراضي المقدسة، آملين في ان تكون مفتاحا للخير والمحبة وإرساء السلام في ارض السلام". وكشف انه اصدر قرارا بتشكيل"لجنة عالية المستوى برئاسة الوزير زياد البندك للتحضير لهذه الزيارة التاريخية"التي اكد انها"تأتي تلبية لدعوة كان قد قدمها إلى قداسة الحبر الاعظم خلال زيارته للفاتيكان العام الماضي". من ناحية اخرى، اعرب السفير البابوي لدى اسرائيل انتونيو فرانكو عن أسفه للسجالات التي حصلت اخيرا بين الفاتيكان واليهود على خلفية المحرقة. وقال خلال مؤتمر اقيم في نصب"ياد فاشيم"لذكرى ضحايا المحرقة في القدس:"خلال الاشهر الماضية، شهدنا لحظات حزينة جدا لاسباب مختلفة في العلاقات بين الفاتيكان والعالم اليهودي". واضاف:"لا يمكن ان نكون كاثوليكيين وننكر المحرقة بعدما تأكد بأوضح العبارات انه لا مجال للنقاش في هذه المسألة". واثار قرار البابا رفع الحرم عن اربعة اساقفة اصوليين، بينهم الاسقف البريطاني ريتشارد وليامسون الذي انكر حصول محرقة اليهود، عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في اوساط اليهود خصوصا، وإلى توترات شديدة بين الفاتيكان والجالية اليهودية. وكان من تداعيات هذا السجال ان الغت الحاخامية الكبرى في اسرائيل لقاء كان مقررا بينها وبين البابا، لكنها ما لبثت ان عادت وأكدت ان اللقاء مع البابا سيجري في 12 اذار مارس في روما. وبالتزامن مع الاعلان التلفزيوني لزيارة البابا والذي نقل على الهواء مباشرة الى قاعة مطرانية اللاتين في عمان، عقد المطران سليم الصايغ ومطران الروم الكاثوليك ياسر عياش والسفير البابوي في بغدادوعمان فرنسيس شوليكات، مؤتمرا صحافيا مشتركا تحدثوا فيه عن اهمية زيارة البابا للاردن والتي اصبحت تقليداً بابوياً بأن تبدأ رحلات الحج البابوي من الاردن، الارض التي شهدت الانطلاقة الاولى للديانة المسيحية بعد اعتماد السيد المسيح على الضفة الشرقية لنهر الاردن على يد القديس يوحنا المعمدان. وقال المطران سليم الصايغ ان زيارة البابا للمملكة تأتي تلبية لدعوة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والكنائس الكاثوليكية المحلية. ورغم عدم الاعلان رسميا عن برنامج الزيارة، الا ان مصادر مطلعة اكدت ل"الحياة ان"العاهل الاردني سيستقبل البابا في المطار ويجري معه محادثات، كما سيزور في العاصمة الاردنية مسجد الملك حسين بن طلال، وموقع مغطس السيد المسيح في الجانب الاردني من نهر الاردن، ويبارك حجري الاساس لكنيستين كاثوليكيتين، احداهما لطائفة اللاتين، والاخرى لطائفة الروم الكاثوليك، كما يزور مدينة مادبا 30 كيلومترا جنوبعمان ويصلي في جبل نبو موقع النبي موسى ويضع حجر الاساس لجامعة مادبا الاهلية التي تبنى بتبرع من الفاتيكان". وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها بابا للفاتيكان للاردن، اذ تمت الاولى عام 1964 عندما زار البابا بولس السادس الاردن ومدينتي القدس وبيت لحم عندما كانتا جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية. اما الزيارة الثانية، فقام بها البابا يوحنا بولص الثاني عام 2000. وعن زيارة البابا لاسرائيل، اكد الصايغ انها ما تزال قائمة بعد اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت عن اساءة التلفزيون الاسرائيلي للسيد المسيح ومريم العذراء ووقف بث البرنامج بعد الاحتجاجات العالمية والعربية والاسلامية. دعوة لزيارة العراق من جهة اخرى، وجّه الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي أخيرا دعوة رسمية للبابا بنديكتوس السادس عشر لزيارة العراق ، حسبما افاد السفير البابوي لدى الاردن المطران فرنسيس اسييزي شوليكات الاحد. وقال شوليكات في مؤتمر صحافي في عمان رداً على سؤال عما اذا كان الحبر الاعظم يفكر في زيارة العراق:"استطيع القول ان الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي كلاهما شخصيا وجّه دعوة الى قداسة البابا لزيارة العراق". واضاف:"الدعوة موجودة، لكننا لا نعرف متى يمكن ان تتم بالضبط مثل هذه الزيارة"، مشيرا الى ان"البابا يفكر في الامر ... ونحن لا يمكننا الا ان نأمل ونصلي ان تحصل مثل هذه الزيارة".