فتح المهاجم الشاب عيسى المحياني قلبه ل"الحياة"، للحديث عن خفايا وأسرار انتقاله من ناديه الوحدة إلى الهلال، بعد عاصفة عروض تلقاها منذ شهور عدة من أندية الشباب والنصر والهلال والاتحاد، ويكشف اللاعب للمرة الأولى سبب اختياره، وإعلانه للانتقال إلى الهلال من دون سواه من الأندية الأخرى، ورفضه الانضمام لصفوف النصر، على رغم موافقته المبدئية السابقة، إلى جانب الضغوط النفسية، التي عانى منها خلال فترة وضعه على لائحة الانتقال من لجنة الاحتراف، وغيرها من الحقائق والوقائع، التي لم يرغب في الإفصاح عنها في الأسابيع الماضية. كل ذلك وأكثر تحدث عنه المهاجم المحياني في حواره الآتي مع"الحياة"... فإلى نص الحوار: في البداية نبارك لك انتهاء مسلسل انتقالك الطويل، والانضمام إلى صفوف الهلال؟ - الله يبارك فيك، والحمد لله أن الأمور انتهت على خير، وتحقق حلمي بالانضمام ل"زعيم آسيا"ومنجم المواهب والألقاب والبطولات. أين كان هذا الحلم عندما أبديت سعادتك بعرض النصر، وأعطيت موافقتك على الانتقال له؟ - دخلت في فترة الأشهر الستة الحرة في عقدي الاحترافي مع الوحدة، والتي تمنحني حق المفاوضات والتوقيع مع أي نادٍ آخر، وتلقيت خلالها عرضين من الشباب والنصر، ثم انسحب الشباب على رغم أن المفاوضات كانت شبه منتهية، وبقي عرض النصر، وكان طبيعياً أن أتفاوض معهم على المزايا كافة، وأعطيتهم موافقتي المبدئية، بشرط تنفيذ شروطي التي قدمتها لهم كاملة، لكن المفاوضات طالت أكثر من اللازم، وتحوّلت من وكيل أعمالي أحمد القرون إلى شقيقي موسى المبتعث للدراسة في أستراليا، الذي كان يتلقى اتصالات يومية من نصراويين من خارج مجلس إدارة النادي، وحدثت بعض العراقيل في مسألة تسلّمي لنصيبي من حصة الانتقال، واختلفنا على طريقة الدفعات، ثم حصل الاختلاف الأكبر بشأن وكيلي احمد القرون، اذ اشترطت حصولي على 8 ملايين ريال كاملة، وأن تتكفل إدارة النصر بحصة القرون، وهو مبلغ 800 ألف ريال، إلا أن النصراويين رفضوا ذلك، ولم نصل خلال أسبوع إلى حل نهائي. وهنا دخل الهلال على الخط، وحسم كل شيء في يومين، بعدما وافق على شروطي وتكفل بحصة احمد القرون من الصفقة. ظهرت فجأة في برنامج "الجولة" على شبكة قنوات ال "ART" وأعلنت هلاليتك، مؤكداً أنك استخرت الله، واخترت عرض الهلال، كيف تصف ذلك؟ - كان لزاماً أن أضع حداً نهائياً لمسألة انتقالي، خصوصاً بعد الموقف الغريب من إدارة الوحدة، التي غابت عن الاجتماع الحاسم مع مدير الفريق سامي الجابر في فندق "الهيلتون" في جدة للتوقيع رسمياً، ووضعتني في موقف محرج في تلك الليلة. ولماذا غابت الإدارة الوحداوية عن التوقيع؟ - لا علم لي بذلك، لكن الذي أحزنني كثيراً هو أن رئيس النادي جمال تونسي اتصل بي قبل ذهابي إلى جدة، وبارك لي خطوتي الجديدة في الانتقال للهلال، وتمنى لي التوفيق في مشواري الرياضي المقبل، بل وأكد لي أن نائب الرئيس الدكتور خالد برقاوي سيوقع وثيقة الانتقال بالنيابة عنه، لكن نائب الرئيس غاب عن ذلك الاجتماع وأقفل هاتفه النقال، فيما لم يرد التونسي على اتصالاتي واتصالات مسؤول الاحتراف علي الأحمدي الذي حضر معنا ولم يكن يعلم شيئاً عن سبب الغياب المفاجئ، وبعد انتظارنا لأربع ساعات متواصلة خرجنا من دون نتيجة، وسمعت أن النصر رفع العرض إلى 20 مليوناً"حصة نادي الوحدة"، لذا فضلت إدارة الوحدة الغياب عن حضور الاجتماع وحينها قررت الخروج عبر القناة لحسم وجهتي الكروية، والتي اخترت لها الهلال بعد أن"استخرت الله، ثم استشرت أشقائي ووالدتي والمقربين مني الذين أجمعوا معي على الانتقال إلى الهلال. هناك من يقول إن أحمد القرون هو من أجبرك على الظهور لإعلان هلاليتك؟ - هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، والقرون لم يفرض عليّ مثل هذه الأمور، ولم يفرض علي نادياً دون آخر، وهو أكبر من هذه الاتهامات، ومهامه كانت محددة ونجح فيها بامتياز، وثقتي به لم تهتز حتى بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له أثناء فترة المفاوضات. وكيل أعمالك القرون تعرض لحملة هجومية كبيرة من النصراويين، ما سببها الرئيس في رأيك؟ لم أكن أتمنى أن تصل نبرة إدارة النصر وحدتها على القرون إلى الدرجة التي وصلت إليها، لأنه ليس له ذنب في اختياري للهلال ورفضي لعرض النصر، ويشهد الله أنه قال لي:"عندك الآن عرضان من الهلال والنصر، فأيهما تختار حتى نكمل المفاوضات"، وبيّنت له وجهة نظري بأني أرغب في الانضمام للهلال نظراً للكثير من المميزات الايجابية التي سمعت عنها في النادي ومن بعض زملائي اللاعبين، ووجود الفريق الدائم في ساحة المنافسة على البطولات والانجازات، وهو الشيء الذي كنت أبحث عنه وكان سبباً رئيساً في رغبتي الانتقال من الوحدة، لذا فالقرون لم يكن له دور في تحديد وجهتي وهذه بأمانة هي الحقيقة، وبهذه المناسبة أقدم له جزيل الشكر والتقدير على الجهد الكبير الذي بذله معي وكان بالفعل مثالاً رائعاً لوكيل الأعمال الفاهم للأنظمة واللوائح والحريص على مصلحتي ومستقبلي في المقام الأول. من هم اللاعبون الذين بيّنوا لك مزايا الهلال الايجابية على حد قولك؟ - زميلي السابق في الوحدة أسامة هوساوي كان الأكثر تواصلاً معي، وأيضاً زميلي اللاعب عبداللطيف الغنام، إذ بينا لي أن الوضع في الهلال صحي جداً، والمناخ العام يساعد في التألق والإبداع، وعوامل التفوق كافة موجودة في النادي من إدارة مثالية وأعضاء شرف مؤثرين وجهازين فني وإداري من أعلى طراز، وجماهير كبيرة بمعنى الكلمة في كل مناطق المملكة. وجّه أحد الإعلاميين النصراويين تهديداً قوياً لك بأنه يمتلك شريط تسجيل بصوتك يدينك أمام الرأي العام؟ - سمعت بهذا الكلام الذي ردده كثيراً الإعلامي سعود الصرامي في قنوات فضائية عدة، والشريط المسجل للأسف يحمل كلاماً عادياً يقوله أي لاعب عندما تأتيه مفاوضات من الأندية الأخرى، وعندما يُسأل اللاعب هل عندك الرغبة في اللعب في صفوف الفريق يقول نعم عندي الرغبة في الانضمام لصفوفه ويشرفني ذلك، وأنا قلت هذا الكلام وزدت عليه بشرط تنفيذ شروطي، ومثل هذا الحديث أعتقد أنه لا يقدم ولا يؤخر، ولو كان الأخ الصرامي يمتلك دليلاً ضدي غير ذلك يُدينني أمام الرأي العام فبالتأكيد كان سيقدمه، ولكن هي نبرة تهديد ربما حاول من خلالها لفت الأنظار إليه في تلك الفترة. كيف كان شعورك عندما فشلت مفاوضات انتقالك للهلال، وتم وضعك على لائحة الانتقال من إدارة ناديك؟ - شعرت حينها بضغوط نفسية كبيرة، لكنها كانت أقل من تلك التي تعرضت لها أثناء فترة المفاوضات التي عانيت منها كثيراً وعانت منها والدتي، كما عانى جميع أشقائي الذين عاشوا معي التفاصيل لحظة بلحظة، لدرجة أن النوم في تلك الفترة طار من عينيّ إلا ساعات قليلة، وفي ليلة وضعي على لائحة الانتقال قلت عسى أن يكون في الأمر خير، وسلّمت أمري إلى الله وتوكلت عليه، وعدت للانتظام في تدريبات فريقي والمشاركة في مبارياته، ومع هذا لم ينقطع أملي في الانضمام لكتيبة"الأزرق"، خصوصاً بعد التأكيدات التي تلقيتها من إدارة النادي وعلى رأسها الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد، اللذان طمأناني وقالا لي:"ريّح بالك فأنت بإذن الله هلالي سواء عن طريق المفاوضات أم لائحة الانتقال، لأنك شريت الهلال ونحن شريناك، ولن يهدأ لنا بال حتى ننتهي من موضوعك رسمياً"، وأشكرهم من كل قلبي على هذا الاهتمام الكبير والتعامل الراقي الذي أخجلني كثيراً وزاد من تعلّقي بالزعيم. هل أسهمت تجربة المهاجم ياسر القحطاني الناجحة مع الهلال في الرغبة الكبيرة التي أظهرتها في ارتداء شعار الأزرق؟ - بالتأكيد نجاح ياسر القحطاني مع الفريق شجعني على الانضمام إليه، وزاد من عزيمتي وحماستي وإصراري على اللعب للهلال، وياسر استفاد كثيراً من كوكبة النجوم الذين يمثلون الفريق، وتطور مستواه الفني بشكل لافت، حتى حصل على لقب أفضل لاعب آسيوي، وهو مهاجم فذ يستحق الاحتراف في أوروبا، وكان يسألني أكثر من مرة عن وضعي في معسكر المنتخب الأخير، وبإذن الله سأعمل مع ياسر وجميع زملائي اللاعبين على مواصلة حصد الألقاب والبطولات والانجازات الهلالية في الأعوام المقبلة سواء المحلية منها أو الخارجية. إدارة النصر أصدرت بياناً صحافياً قبل فتح المظاريف السرية أكدت خلاله أن المحياني لا يستحق ارتداء شعار فريقها؟ - النصر من الأندية العريقة ذات الشهرة الواسعة والقاعدة الجماهيرية الكبيرة، وأحمل له ولإدارته ولمنسوبيه ولاعبيه وجماهيره كل التقدير والاحترام، وعندما أعلنت هلاليتي ليس معناه أني أرفض النصر أو أنتقص من مكانته، لكن المسألة كانت عرضاً وطلباً ووجدت أنني ارتحت لتعامل الهلاليين وحرصهم على إنهاء موضوعي وتكفلهم بمستحقات وكيل أعمالي، ولذا وافقت لهم على الفور وأعطيتهم كلمة رجل بأنني سأنضم للهلال، وهذا مضمون القصة أما موضوع البيان النصراوي الذي صدر أخيراً فهو راجع لإدارة النادي وليس لي أي تعليق عليه. ماذا عن فريق الوحدة ورحيلك عن صفوفه؟ - لن أنسى الأيام الجميلة التي قضيتها في كيان الوحدة العريق، الذي كان له فضل كبير بعد الله في تقديم عيسى المحياني إلى الوسط الرياضي، وتمثيله لمنتخبات الوطن بمختلف الفئات السنية، وبقدر فرحتي بالانتقال إلى نادي بطولات ومنجزات هو الهلال فإن الحزن يمتلكني والألم يعتصرني على فراق الجماهير الوحداوية الوفية المخلصة التي وقفت معي كثيراً طوال مشواري مع الفريق ودعمتني وساندتني وشجعتني حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وحقيقة كنت أتمنى ألا أغادر أسوار الفرسان لأي سبب كان، إلا أن الظروف الصعبة التي يمر بها النادي وغياب وحدة الصف بين رجالات الوحدة، ورغبتي في تحقيق الألقاب والبطولات مع فريق بطل جعلتني أقرر الرحيل من النادي، وأتمنى أن تعذرني جماهير الوحدة الحبيبة على خطوتي هذه، وأن تواصل وقوفها مع الفريق في الفترة الحالية لأنه يضم نخبة رائعة من المواهب الواعدة التي ستعيد الوحدة بإذن الله إلى منصات التتويج في الفترة المقبلة. هل أثّر فيك رحيل الشمراني للشباب وهوساوي للهلال؟ - نعم أثر في ذلك، خصوصاً بعدما شاهدتهما يقدمان أفضل المستويات الفنية ويحققان مع نادييهما البطولات، وهذا من أبرز العوامل في رحيلي عن الفريق. تعامل إدارة الوحدة ومشكلاتها الماضية معك، ألم يكونا من أسباب رحيلك؟ - أتمنى أن تعفيني من الإجابة على هذا السؤال، وأي سؤال يخص رئيس النادي جمال تونسي أو إدارته. عودتك الأخيرة للمنتخب الأول، ألم تكن مفاجَأة لك؟ - مع"الأخضر"لم يكن حظي جيداً في الأعوام الماضية، وبالتحديد في عام 2006 عندما حققت لقب هداف الدوري السعودي ولم يتم اختياري للقائمة التي شاركت في مونديال كأس العالم في ألمانيا، وربما لو كنت في نادٍ آخر من أندية المقدمة لتغير الوضع، وهذا التجاهل من المدربين الأجانب"حز"في نفسي كثيراً وجعلني أفكر في الانتقال من نادي الوحدة في الفترات الماضية، لرغبتي في أن أكون داخل إطار دائرة الضوء على أمل أن أخدم وطني الغالي من خلال المجال الرياضي، وفي الأيام الفائتة لم يكن أمر عودتي لقائمة الأخضر على البال، ولكن كان الهلال فأل خير علي وهذه أول البشائر من رغبتي في الانتقال لصفوفه في انتظار أن أحصل على فرصتي كاملة مع المدرب الجديد بيسيرو، وأن أقدم الأداء الفني المقنع الذي يرضي طموحات القيادة الرياضية والجماهير الوفية في كل مكان.