اختار مهاجم الهلال عيسى المحياني لحظة الحسم الأهم لوضع بصمة في مسيرة فريقه نحو الحصول على لقب الدوري السعودي بمسمياته المختلفة، عقب أن أحرز هدف التقدم لفريقه في مرمى الحزم والذي قرّبه كثيراً من اعتلاء منصة الذهب في الدقيقة 41 من عمر المباراة. وتلقى المحياني كرة عرضية من زميله السويدي كريستيان فيلهامسون ليتعامل معها "ابن مكة" على طريقة النجم الجزائري الأشهر رابح ماجر، الذي سجل هدف فريقه بورتو البرتغالي في نهائي كأس أوروبا للأندية بمرمى بايرن ميونيخ الألماني موسم 1987م، إذ أودع المحياني الكرة في شباك حارس الحزم سعيد الحربي بكعب قدمه اليمنى. وسيدفع هذا الهدف بمسيرة آخر اللاعبين المنضمين للهلال إلى الأمام، خصوصاً أن نقادا كثرا أكدوا أن اللاعب لم يقدم كل ما لديه لفريقه الجديد، غير أن مراقبين فنيين أكدوا على أن الأسلوب الفني للهلال لم يخدم اللاعب إلا في مرات قليلة، وهو الذي قاد الوحدة قبل ثلاثة مواسم لأفضل النتائج منذ عقود عدة.وصاحب انتقال المحياني المولود في 23 يونيو 1983 إلى الهلال أحداث دراماتيكية بين مسيري الهلال والنصر، اللذين تنافسا على الفوز بخدمات المهاجم الذي بزغ نجمه وذاع صيته إبان مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2003 في الإمارات، قبل أن يتفوق المحياني على ذاته ويسجل نفسه كأبرز لاعبي "الأخضر الشاب" في ذلك المونديال. وسلك المحياني طريق المهاجم السعودي الشهير ياسر القحطاني الذي فضل الانتقال من القادسية إلى الهلال بدلاً من الاتحاد، عندما أعلن المحياني عن رغبته بالانضمام إلى صفوف الهلال بقوله: "استخرت الله وقررت اللعب للهلال، بغض النظر عن التفاصيل المالية"، لينسحب النصراويون من السباق على اللاعب رغم سعيهم الحثيث للحصول على خدماته. وتنافست إدارتا الوحدة والهلال على الإبقاء على اللاعب بالنسبة للأولى، والاستفادة من خدماته بالنسبة للهلاليين الذين سلموا عضو الشرف الأمير عبدالله بن مساعد ملف نقل المحياني ل"نادي القرن" على غرار ما حدث في صفقة المدافع الدولي أسامة هوساوي وسط ترقب كبير من الرياضيين، إذ أغلقت الفترة التي حددتها لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم لاستقبال طلبات الأندية الراغبة بانتداب المحياني في 28 فبراير 2009، قبل أن يجتمع الهلاليون والوحداويون على طاولة اللجنة لفتح المظاريف. وقدم الهلاليون عرضاً 15 مليوناً و100 ألف ريال لتلبية رغبة اللاعب وإلباسه القميص "الأزرق"، مقابل عرض بلغ 11 مليوناً و100 ألف ريال قدمته الإدارة الوحداوية ليسدل الستار على أحد أبرز قضايا الانتقال في المملكة بانتقال اللاعب إلى الهلال، وهو النجاح الذي يسجل لعضو الشرف الأمير عبدالله بن مساعد. وانتظم المحياني بتدريبات الهلال مطلع هذا الموسم، ليشارك مع زملائه في استعادة لقب الدوري، وهو ما حدث، عندما سجل المحياني 3 أهداف مؤثرة في مسيرة "الزعيم" رغم عدم مشاركته في جميع المباريات، فيما سجل هدفين في مشاركته في كأس الأمير فيصل بن فهد، أهمها كان هدف التقدم أمام الشباب في نهائي البطولة. ويتطلع المحياني الذي حقق لقب هداف الدوري السعودي موسم 2006/2007 برصيد 16 هدفا للمساهمة بشكل أكبر في تحقيق انجازات جديدة لفريقه الذي تنتظره استحقاقات عدة، أبرزها دوري أبطال آسيا.