تعتبر منطقة الخليج العربي حالياً واحدة من أكثر المناطق في العالم حيوية على مستوى النشاط الفني والمعارض وافتتاح المتاحف المتنوعة. وينعكس ذلك بوضوح في إقدام دور المزاد العالمية على توسيع نشاطاتها لتشمل مراكز أساسية في الدول الخليجية، خصوصاً قطروالإمارات العربية المتحدة. وكانت دار"سوذبيز"للمزادات العلنية سباقة في افتتاح مكتب متخصص في الدوحة، وهي تستعد حالياً لتنظيم أول مزاد علني عالمي سيقام في منتصف الشهر الجاري في العاصمة القطرية. سلسلة المزادات هذه، والتي ستقام في 18 و19 الشهر الجاري، ستتضمن الفن الاستشراقي والفن المعاصر العالمي والشرق أوسطي والفن الإسلامي، وكذلك الأقمشة والساعات النادرة. وسيسبق المزاد معرض يحتوي على عدد من التحف المعروضة للبيع تستضيفه دولة الإمارات قبل انتقاله الى قطر. ويقول مسؤولون في"سوذبيز"ان الدار بذلت جهوداً كبيرة لجعل هذه المزادات مناسبة خاصة كونها الأولى من نوعها في المنطقة، وتحديداً في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية حالياً. ويعبر هؤلاء المسؤولون عن ثقتهم بأن سوق الفن في الخليج العربي ستتجاوز المحنة الاقتصادية نظراً الى اهتمام القطاعين العام والخاص بالحصول على أفضل الأعمال الفنية. ومن اللافت للنظر ان مزاد الفن المعاصر يقدم أسماء عالمية وشرق أوسطية معروفة على نطاق واسع، ويقول المسؤولون في"سوذبيز"ان هؤلاء الفنانين حققوا أسعاراً كبيرة عندما عرضت أعمالهم في مزادات لندن خلال الأشهر الماضية. لكن أهم عمل فني سيعرض للبيع في الدوحة هو"سجادة اللؤلؤ"من بارودا التي تعتبر من أبرز ما شهدته المزادات العالمية خلال السنوات الماضية. والسجادة جزء من مزاد الفن الاسلامي الذي سيقام في 19 الشهر الجاري، ويعتقد بعضهم انها صنعت في منتصف القرن التاسع عشر كغطاء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة. أمر بحياكة هذه السجادة كاندي راو مهراجا بارودا عام 1860 تقريباً، وهي مصنوعة من نحو مليوني حبة لؤلؤ من النوع الذي يعرف باسم"لؤلؤ البصرة". أما الزخارف فمصنوعة من الأحجار الكريمة الملونة والخيوط الذهبية وأحجار الماس. ومن المقرر ان يبدأ المزاد عند مبلغ خمسة ملايين دولار، لكن التوقعات تصل الى ما بين 30 و50 مليون دولار.