كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تفاصيل الجهود المصرية ? السعودية لإتمام مصالحة عربية تكفل عقد القمة العربية المقبلة في الدوحة بشكل ناجح، وقال ل"الحياة"إن"جهود الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تهدف إلى أن تحقق القمة المقبلة مصالحة عربية حقيقية تضع العرب في المكانة التي يستحقونها في مواجهة عالم مليء بالتحديات". ولاحظ تغيرات إيجابية في مواقف دمشقوالدوحة تجاه العمل العربي المشترك"بدت ظاهرة في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عُقد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي وحضره وزراء الخارجية العرب واللجنة العربية في القاهرة أخيراً". واوضح أبو الغيط:"فشلت محاولات الوقيعة بين مصر والسعودية ولن تنجح، وستعمل الدولتان على تحقيق مصالحة عربية تتجاوز ما جرى في الاشهر الماضية من أي طرف، خصوصاًَ بعدما لاحظنا أن اختلافاً في مواقف بعض الأطراف جرى في اتجاه العمل العربي المشترك". وسألته"الحياة"عن الجهات التي تسعى إلى الوقيعة بين الدول العربية، فأجاب في حزم:"إيران بكل تأكيد". وعن التغيرات التي طرأت على مواقف الدول التي كانت تهاجم مصر أثناء أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الوزير المصري:"استمرار التمسك بمبادرة السلام وطرحها على المجتمع الدولي بعكس ما كانت تلك الأطراف تسعى إليه خلال فترات سابقة". ونبّه إلى"وجود إدارة أميركية جديدة تريد الانفتاح على العالم العربي والإسلامي، فلا بد من التحدث معها ويجب ألا نتشكك في نياتها منذ البداية"، مشددا على أن منهج الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيكون متشدداً وصعباً للغاية. وأضاف:"علينا ألا نساعدها عن طريق سحب المبادرة العربية، لكن لا بد من توحيد الصف الفلسطيني والعربي نحو هدف واحد هو إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وأكد"ضرورة تطوير العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، خصوصاً في وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ولا بد من تحرك عربي فاعل وواسع مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة". وأضاف:"من تابع الجهد المصري في الفترة الأخيرة يجد أنه حقق نتائج ملموسة على الأرض، فوقف إطلاق النار مطبق على الأرض، إلا من مناوشات تحدث على فترات من الجانبين. أما التهدئة بين الفلسطيينين والاسرائيليين فلا يعيقها إلا ربط إسرائيل بين التهدئة واتفاق إطلاق الأسرى. كما أن جهود المصالحة الفلسطينية تتم في الإطار الذي نتحرك من خلاله وتجتمع اللجان في القاهرة في 10 الشهر الجاري. كذلك فإن جهود إعادة الإعمار لم تنتهِ عند ال5 بلايين دولار التي تم جمعها في مؤتمر شرم الشيخ لأن المهم إعادة البناء عن طريق تأمين المصالحة حتى تتشكل حكومة وحدة وطنية تستطيع التحرك لإعادة ما دُمّر في قطاع غزة". واضاف انه رغم ذلك"ما زال المشوار أمامنا طويلاً". واتهم أبو الغيط إيران بمحاولتها توظيف كيانات ودول عربية للضغط على الإقليم لتحقيق أهداف على رأسها تخفيف الضغط عليها في شأن الملف النووي، كذلك سعيها إلى أن تكون طرفاً فاعلاً يجلس على الطاولة العربية للتفاوض على المشاكل العربية. وعما اذا كان التغير في الموقف السوري - القطري يهدف إلى إنجاح القمة العربية المقبلة في الدوحة، قال أبو الغيط:"القمة تعقبها دورة رئاسية، وبالتالي فإن مجرد عقدها لا يُعد نجاحاًَ، والمهم ما تصل إليه من نتائج، فإذا خرجت القمة من دون نتائج وتوافق عربي، ستكون النتيجة سيئة". وأضاف:"إذا ما نجح العرب في التوافق خلال الاسابيع القليلة المقبلة، فأعتقد أنها ستكون قمة ناجحة، أما إذا أبقيت التأثيرات الخارجية، فستكون مشكلة". وشدد أبو الغيط على ضرورة الاتفاق العربي على نقاط عدة أهمها ضرورة أن تكون للعرب قدرة على التأثير على العالم اقتصادياً، وقال:"لدينا الإمكانات والقدرات الكبيرة، كما يجب أن تكون للعرب قدرة عسكرية ممثلة في تصنيع حربي يستطيع ردع أي تدخلات إقليمية خارجية". وعن إصدار المحكمة الدولية قراراً بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، قال أبو الغيط:"هذا الوضع غير مقبول... المشكلة أن هذا القرار يؤدي إلى تعقيد الوضع الداخلي في السودان". وكشف أن"من يقف وراء هذا القرار منذ بدايته يجد أنهم عناصر داخلية لا تريد لمّ الشمل في السودان". وقال:"السودان معرّض إلى مسائل بالغة الخطورة، فهو منطقة نزاعات بين القبائل". وطالب"الشعب السوداني بالالتفاف حول قيادته"، ودعا"الدول العربية إلى التصدي لهذا الموقف الخطير". نشر في العدد: 16772 ت.م: 06-03-2009 ص: 10 ط: الرياض