أرست وزارة الثقافة حجر الأساس لمتحف الغردقة الذي من المقرر الانتهاء من إنشائه عام 2012 وتقدر كلفته بنحو 150 مليون جنية، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار للتوسع في إنشاء العديد من المتاحف الإقليمية في محافظات مصر، وتأكيداً على أهمية الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر والتي تعد من أهم مناطق الجذب السياحي. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة المصري الدكتور زاهي حواس إن من الضروري إقامة متحف على مستوى عال من القيمة الجمالية والحضارية والأثرية والتي تتناسب مع أهمية المدينة لتقديم صورة واضحة وكاملة عن الحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية المختلفة. ووعد حواس بعرض قناع توت عنخ آمون بمتحف الغردقة لمدة ثلاثة أشهر لمناسبة افتتاحه، وأوضح أن المجلس انتهى من أعمال المرحلة الأولى لمشروع متحف شرم الشيخ والتي شملت إنشاء مبنى المتحف والمباني الإدارية. ويجري الآن العمل في المرحلة الثانية التي تشمل أعمال تنسيق الموقع العام للمتحف والحديقة المتحفية. وقال إن متحف شرم الشيخ سيعرض 7000 قطعة أثرية تبدأ من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث أسرة محمد علي. ومن جانبه قال رئيس قطاع المتاحف محمد عبدالفتاح إن بناء متحف الغردقة سيستغرق حوالي 3 سنوات وسيعرض حوالي 5000 قطعة أثرية من مختلف العصور التاريخية التي مرت بها محافظة البحر الأحمر، سواء قطع اكتشفت بمعرفة البعثات المصرية والأجنبية في المواقع الأثرية المختلفة بالمحافظة أو تلك التي انتُشلت من أمام سواحل البحر الأحمر وتم حفظها بمخازن المجلس الأعلى للآثار. وأضاف عبدالفتاح أن سيناريو العرض المتحفي سيركز على أهمية المحافظة وما تضم من بقايا موانئ ترجع إلى العصور المصرية القديمة ومن أهمها المرسى الروماني في وادي الجواسيس حيث عثر أثناء التنقيب عام 1976على قطع حجرية تحمل اسم الملك سنوسرت الأول ومقصورة من الحجر الجيري عليها ألقاب الربان عنخو وكذلك ألقاب أحد الوزراء من عصر الملك سنوسرت الأول وأيضاً بعض كسر الفخار عليها كتابات هيراطيقية ترجع إلى عصر هذا الملك ومثلها من عصر الملك سنوسرت الثالث. وقال مدير إدارة المتاحف محمد محمود إن الحفريات التي أجريت في مرسى الجواسيس على بعد 23 كلم جنوب مدينة سفاجا أكدت أن الميناء الذي انطلقت منه الرحلات إلى بلاد بونت خلال عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة كان يشغل هذا الموقع. وقد عثر فيه على بقايا أثرية ترجع إلى عصر الأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشر منها أختام من الطين وصناديق خشبية عليها طبقات من الجص. كما عثر على نص قصير منقوش على أحد هذه الصناديق يشير إلى أن الصندوق هو إحدى القطع التي جلبتها إحدى الرحلات لبلاد بونت في العام الثامن من حكم الملك أمنمحات الرابع. وأفاد رئيس قطاع المشاريع اللواء علي هلال أن موقع مشروع متحف الغردقة سيكون على مساحة 22500 متر مربع، ويضم مبنى المتحف الذي يحوي قاعات للعرض المتحفي ومعامل للترميم ومخازن أثرية إضافة إلى مبنى إداري للتهيئة المرئية وقاعة للتربية المتحفية، هذا إلى جانب منطقة للخدمات والبازارات على مساحة حوالي 450 متراً مربعاً. ويتم تخصيص المنطقة المواجهة للمتحف بطول 100 متر وعرض 250 متراً لتكون منطقة انتظار سيارات وأتوبيسات زوار المتحف ومتنزهاً عاماً لهم. وأوضح المهندس أحمد ميتو استشاري المشروع أن تصميم المتحف مستوحى من شكل حفرية بحرية وذلك لتأكيد ارتباط مبنى المتحف بطبيعة المحافظة وموقعها على ساحل البحر الأحمر. وأضاف أن المتحف سيتم تجهيزه بأحدث نظم العرض المتحفي ونظم الإضاءة الباردة ونظم الإنذار ضد السرقة والحريق، كما سيتم تزويده بمكتبة أثرية متخصصة للدارسين والمهتمين بالآثار. نشر في العدد: 16789 ت.م: 23-03-2009 ص: 26 ط: الرياض