يفتتح رئيس الحكومة المصرية عصام شرف اليوم، متحف السويس القومي (تكلفته سبعة ملايين دولار) الذي يروي قصة المدينة، منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ويضم نحو 1500 قطعة أثرية. ويحكي المتحف تاريخ قناة السويس من خلال قناة «سيزوستريس» التي شيدت خلال عصر الملك سنوسرت الثالث (1878 - 1840 ق.م) والتي ربطت البحرين الأحمر والمتوسط عبر نهر النيل. وذلك بفضل عرض متحفي يجمع بين القطع الأثرية واللوحات التصويرية والخرائط التفصيلية التي توضح مسار القناة الموصلة بين البحرين المتوسط والأحمر، عبر نهر النيل، ومراحل تطويرها، إلى تطور وسائل النقل البحري واتساع حركة التجارة بين مصر والدول المجاورة. ويشير وزير الدولة لشؤون الآثار، زاهي حواس، إلى أن موقع المدينة عند الطرف الشمالي لخليج السويس، ساهم في أداء دور مميز ومهم في تاريخها على مر العصور، حيث تتلاقى عندها تجارة الشرق والغرب. كما حازت المدينة أهمية أكبر بعد الفتح الإسلامي لمصر، وتعاظم دورها في العصر الحديث والمعاصر بما شهدته من معارك حربية دارت في سيناء ومدن القناة، بداية من «العدوان الثلاثي» على مصر عام 1956، ثم «حرب حزيران» (يونيو) عام 1967، و «العبور» في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973. وصمّم المتحف في شكل متميز وجديد من طبقتين، تفصل بينهما صالة عرض مكشوفة يراها زائر المتحف من مسافة بعيدة وتعرض فيها مجموعة من الأعمدة الأثرية التي تعود إلى العصرين اليوناني والروماني (332ق.م – 364 م). وتضم الطبقة الأولى (مساحتها 2500 متر مربع) عدداً من القاعات للعروض والمحاضرات، إضافة إلى أقسام الترميم والتصوير والأمن، أما الطبقة العلوية فتضم قاعات العرض الرئيسة، فيما تضم القائمة المكشوفة بين الطبقتين عرضاً متحفياً لمجموعة من القطع الأثرية التي ترجع الى العصرين اليوناني والروماني. وتتركز محاور سيناريو العرض حول قصة القلزم وقناة سيزوستريس التي شقها فراعنة الدولة الوسطى، لربط النيل بالبحر الأحمر، والتي أشارت إليها نصوص من عصر الملكة حتشبسوت. وتعرض قطع أثرية وتماثيل لملوك فراعنة ساهموا في إنشاء هذه القناة والحفاظ عليها وصيانتها. كما تم التركيز على علاقات مصر التجارية مع الحضارات المجاورة في شرق البحر المتوسط وشماله، ورحلات الحج الى الأراضي المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. ويعرض في القاعة ذاتها رأس لتمثال الملك حتشبسوت صاحبة الرحلات البحرية إلى بلاد بونت ومجموعة من الكتل الحجرية عثر عليها أخيراً، ونقوش صخرية للمراكب ونماذج لمراكب خشبية وتماثيل بحارة.