يلاقي معهد الصناعات الشعبية التراثية في العراق، اقبالاً من مئات الراغبين في الانضمام الى دوراته الهادفة الى احياء هذه الحرف المهددة بالاندثار في بلاد الرافدين التي تزاولها منذ آلاف السنين. ويقول مدير المعهد التابع لوزارة الثقافة قاسم حمزة:"يسعى المعهد الى احياء الحرف التي يزاولها العراقيون منذ آلاف السنين، وصارت جزءاً من تراث البلاد وحضارتها، ودفعتنا أخطار الاندثار التي تواجهها هذه الحرف الى افتتاح المعهد". ويضم المعهد اقساماً عدة تدرس أصول تعلم الصناعات الشعبية من قبل حرفيين وفنانين مهرة، وتشمل قسم الخط والزخرفة الاسلامية والنحت والنقش على الخشب وصناعة السجاد اليدوي وخياطة الازياء الشعبية وصناعة الفخار والسيراميك. ويضيف حمزة:"كان المركز يستقبل طلاباً يحصلون على شهادات تسمح لهم بمزاولة الحرف الشعبية التراثية، لكنه أقفل أبوابه لظروف عدة قبل ان يعاد افتتاحه مجدداً". وقد أغلق المركز ابوابه مطلع تسعينات القرن العشرين، اثر فرض الحظر الدولي على العراق وصعوبة الظروف الاقتصادية لكن اعيد افتتاحه عام 2001. وينضم الطلاب الى المعهد، بعد مرحلة الدراسة المتوسطة، لقضاء خمس سنوات يحصلون بعدها على شهادة الدبلوم المؤهلة لاكمال الدراسة الجامعية، ورفد ورش الحرف الشعبية بالكوادر او مزاولتها شخصياً. ويرى الطالب وسام فاضل ان المعهد"فرصة مثالية لتعلم مهن شعبية ترتبط بطبيعة الاسر العراقية التي تهتم بالموروث الشعبي ما يعني وجود آفاق مستقبلية تنتظرنا على الصعيدين الفني والمادي". ويتولى فاضل مع زملائه في قسم صناعة الخزف والسيراميك صناعة اشكال وأوانٍ فخارية ومن السيراميك تشبه التحف والقطع الاثرية التي تنتشر في زوايا المنازل العراقية. وفي المعهد أكثر من 250 طالباً وطالبة مسجلين تشكل الاناث غالبيتهم في صناعة السجاد اليدوي التي تتطلب الدقة والصبر. ويوضح مدير المعهد:"نواجه مصاعب في اختيار الطلاب لأن عدد الراغبين يفوق ما نتوقعه نظراً الى محدودية أماكن الدراسة والقاعات والورش لذا تكون الاختبارات التي يتحدد على ضوئها قبولهم متشددة، وفقط اصحاب المواهب ينالون الموافقة". ودأب المعهد على اقامة معارض محلية للتعريف بهذه الصناعة للتشجيع على الاهتمام بالمشروع التراثي، وبيع منتجات الطلاب التي تلاقي اقبالاً كبيراً لجماليتها. وقسم السجاد اليدوي هو الاكبر في المعهد حيث تتعلم الطالبات الحرفة بأشكال تراثية وبألوان جذابة تنم عن مهارة عالية.